الالتهابات الفطرية ومرض السكري

الالتهابات الفطرية ومرض السكري

د. ليلى يزدان باناه
د. ليلى يزدان باناه
طهران
مرض السكري
================================================================== إن مرض السكري، وهو أحد الأمراض المزمنة الأكثر شيوعاً في هذا القرن، لا يقتصر على اضطراب في تنظيم نسبة السكر في الدم فحسب؛ بل إنه يحدث سلسلة من التغيرات الفسيولوجية في الجسم والتي تؤثر على مختلف جوانب صحة الإنسان. إحدى العواقب الأقل ملاحظة ولكنها مهمة جدًا لمرض السكري هي زيادة خطر الإصابة **بالعدوى الفطرية**؛ الالتهابات التي تظهر أحيانا مع أعراض بسيطة مثل الحكة أو الاحمرار، ولكن إذا أهملت، يمكن أن تصبح مشاكل مزمنة وحتى خطيرة.
**المحتوى** مخفي
1 لماذا يصاب مرضى السكر بالعدوى الفطرية أكثر؟
1.1 1. تأثير ارتفاع نسبة السكر في الدم على وظيفة الجهاز المناعي:
1.2 2. دور البيئة السكرية في الجسم في نمو وتكاثر الفطريات:
1.3 3. اضطراب في توازن البكتيريا والفطريات في الجسم (النباتات الميكروبية):
2 الأنواع الشائعة من الالتهابات الفطرية لدى مرضى السكر
2.1 مرض القلاع الفموي (داء المبيضات الفموي):
2.2 العدوى الفطرية في الجهاز التناسلي:
2.3 الالتهابات الفطرية الجلدية:
2.4 الالتهابات الفطرية في القدمين والأظافر:
3 العلامات التحذيرية التي لا ينبغي تجاهلها
3.1 الحكة والاحمرار والالتهاب:
3.2 إفرازات غير طبيعية:
3.3 رائحة كريهة:
3.4 تغير في الظفر أو الجلد اللون:
4 طرق الوقاية من الالتهابات الفطرية لدى مرضى السكر
4.1 التحكم الفعال في نسبة السكر في الدم:
4.2 الانتباه إلى النظافة الشخصية:
4.3 تقوية جهاز المناعة:
4.4 استخدام المنتجات المضادة للفطريات:
5 طرق علاج الالتهابات الفطرية لدى مرضى السكري
5.1 موضعي الأدوية:
5.2 الأدوية عن طريق الفم:
5.3 التدابير المساعدة والرعاية المنزلية:
5.4 الحاجة لزيارة الطبيب في حالات العدوى المقاومة:
5.5 الفطريات كمين السكر؛ إنذار صامت لمرضى السكر
مرضى السكر أكثر عرضة لنمو الفطريات لأسباب مختلفة منها ضعف جهاز المناعة وزيادة السكر في سوائل الجسم واختلال التوازن الميكروبي للجلد والأغشية. قد تشمل هذه الالتهابات الفم والجلد والأعضاء التناسلية والقدمين والأظافر، وإذا لم يتم علاجها في الوقت المناسب، يمكن أن تسبب تقرحات مزمنة أو التهابات واسعة النطاق. لماذا يصاب مرضى السكر بالعدوى الفطرية أكثر؟ الأشخاص المصابون بداء السكري أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الفطرية لعدة أسباب. ولا يرتبط هذا الخطر بارتفاع مستويات السكر في الدم فحسب، بل يرتبط أيضًا بسلسلة من التغيرات في جهاز المناعة وبيئة الجسم والتوازن الميكروبي الطبيعي في الجلد وأنسجة الجسم. ### 1. تأثير ارتفاع نسبة السكر في الدم على وظيفة الجهاز المناعي: يعد ارتفاع نسبة السكر في الدم، أو ارتفاع السكر في الدم، أحد أهم أسباب ضعف جهاز المناعة لدى مرضى السكري. عندما يرتفع مستوى الجلوكوز في الدم، تتعطل خلايا الدم البيضاء، المسؤولة عن الدفاع عن الجسم ضد مسببات الأمراض. ونتيجة لذلك، تقل قدرتها على التعرف على الفطريات وتدميرها. من ناحية أخرى، تتغير الاستجابات الالتهابية أيضًا لدى مرضى السكر. في بعض الأحيان يظهر الجسم ردود فعل مفرطة أو غير مناسبة لوجود الفطريات، الأمر الذي لا يساعد في العلاج فحسب، بل يتسبب أيضًا في تلف الأنسجة السليمة. وهذا يجعل عملية الشفاء أبطأ وتستمر الالتهابات الفطرية لفترة أطول أو تصبح مزمنة. ### 2. دور البيئة السكرية للجسم في نمو وتكاثر الفطريات: تنمو الفطريات، وخاصة الأنواع مثل المبيضات البيضاء، بسرعة كبيرة في البيئات الدافئة والرطبة والسكرية. إن جسم مرضى السكر، خاصة عندما يظل مستوى السكر في الدم غير متحكم فيه، يوفر مثل هذه البيئة لنمو الفطريات. على سبيل المثال، عندما يكون مستوى السكر في الدم مرتفعًا، يتم إخراج بعض هذا السكر عبر **البول**. وهذا يجعل المنطقة التناسلية (خاصة عند النساء) تتمتع ببيئة رطبة ودافئة وغنية بالجلوكوز، وهو مكان مناسب جدًا لنمو الفطريات. وهذا هو أحد الأسباب الشائعة للالتهابات الفطرية في الجهاز التناسلي لدى النساء المصابات بالسكري. كما أن جلد مرضى السكر يكون أكثر حساسية للعرق والجروح والخدوش، وإذا كانت هناك رطوبة ثابتة (على سبيل المثال، في مناطق ما بين الأصابع أو الفخذ أو الإبط)، يمكن للفطريات أن تنمو وتنتشر بسهولة. ### 3. اضطراب في توازن البكتيريا والفطريات في الجسم (النباتات الميكروبية): يحتوي جسمنا بشكل طبيعي على مجتمع معقد من الكائنات الحية الدقيقة، والتي تسمى النباتات الطبيعية أو الميكروبيوم الطبيعي. وتتواجد هذه الميكروبات، التي تشمل البكتيريا والفطريات والفيروسات غير الضارة، في توازن دقيق وتعيش بشكل تكافلي مع بعضها البعض. يلعب هذا التوازن دورًا مهمًا جدًا في الحفاظ على صحة الجلد والفم والأمعاء والأنسجة الأخرى. في مرضى السكري، وخاصة في الحالات التي لا يتم فيها التحكم في نسبة السكر في الدم بشكل صحيح، يتم انتهاك هذا التوازن. يتم تقليل البكتيريا المفيدة التي تمنع نمو الفطريات عادة، مما يسمح للفطريات بالنمو دون منافسة. يمكن أن تؤدي هذه الظاهرة إلى **فرط نمو الفطريات** في الفم (مرض القلاع الفموي) أو المهبل أو الجلد. يعد الاستخدام المتكرر للمضادات الحيوية لدى مرضى السكري الذين يصابون بعدوى أخرى سببًا آخر لاختلال هذا التوازن الطبيعي. بالإضافة إلى تدمير البكتيريا الضارة، تعمل هذه الأدوية أيضًا على تدمير البكتيريا المفيدة في الجسم وفتح المجال لنمو الفطريات. الأنواع الشائعة من الالتهابات الفطرية لدى مرضى السكر عند مرضى السكري، وبسبب الظروف الخاصة التي يخلقها المرض في الجسم، تكون احتمالية الإصابة بالعدوى الفطرية أعلى بكثير من الأشخاص العاديين. ارتفاع مستوى السكر في الدم وضعف جهاز المناعة والرطوبة المستمرة في بعض مناطق الجسم كلها عوامل توفر بيئة مناسبة لنمو الفطريات، وخاصة الأنواع مثل *المبيضات البيضاء*. وفي ما يلي، سنتعرف على أربعة أنواع شائعة من هذه الالتهابات لدى مرضى السكري. ### مرض القلاع الفموي (داء المبيضات الفموي): يعد مرض القلاع الفموي أحد أكثر الالتهابات الفطرية شيوعًا لدى مرضى السكري، والذي يظهر عادة على اللسان واللثة وسقف الفم وداخل الخدين. تنجم هذه العدوى عن فرط نمو فطريات المبيضات في الفم، وهي فطريات موجودة بشكل طبيعي في الجسم ولكنها تفقد السيطرة على نموها في حالات مثل ارتفاع نسبة السكر في الدم أو جفاف الفم. تشمل الأعراض الشائعة لهذا المرض ظهور بقع بيضاء أو كريمية اللون في الفم، وحرق أو جفاف، وطعم معدني، وتشققات في زوايا الشفاه. ويعتبر استخدام الأسنان الصناعية وأدوية السكري التي تقلل اللعاب وضعف الجهاز المناعي من الأسباب المهمة لهذا النوع من العدوى. يتم علاج هذه العدوى باستخدام غسولات الفم المضادة للفطريات مثل النيستاتين أو الأدوية المضادة للفطريات عن طريق الفم، ولكن التحكم في نسبة السكر في الدم ونظافة الفم ضروريان لمنع عودة المرض. ### العدوى الفطرية في الجهاز التناسلي: تعد عدوى الخميرة التناسلية شائعة جدًا لدى مرضى السكر، وخاصة النساء، وغالبًا ما تكون مصحوبة بحكة شديدة وإفرازات غير طبيعية وحرقان. ويحدث هذا النوع من العدوى عند النساء على شكل التهاب مهبلي فطري، يصاحبه إفرازات بيضاء سميكة عديمة الرائحة، أما عند الرجال فيلاحظ التهاب رأس القضيب (التهاب الحشفة) مع احمرار وحكة وتقشر في بعض الأحيان. والسبب الرئيسي لانتشار هذه العدوى لدى مرضى السكري هو وجود نسبة عالية من السكر في إفرازات الجسم، مما يوفر بيئة مناسبة لنمو الفطريات. وتشمل حلول التعامل مع هذه المشكلة استخدام الكريمات والتحاميل المضادة للفطريات مثل كلوتريمازول، والنظافة الشخصية، والحفاظ على جفاف المنطقة وارتداء الملابس القطنية الفضفاضة. في حالة التكرار المزمن أو المستمر، هناك حاجة لتناول الأدوية عن طريق الفم التي يصفها الطبيب. ### الالتهابات الفطرية الجلدية: يعتبر جلد مرضى السكري من أكثر الأماكن عرضة للإصابة بالعدوى الفطرية، لأن العديد من مناطق الجسم، مثل الإبطين والفخذ وتحت الثديين وبين الأصابع، تتعرض للرطوبة المستمرة والحرارة العالية. في هذه المناطق، تنمو الفطريات بسرعة وعادة ما تكون مصحوبة بأعراض مثل الحكة والالتهاب والاحمرار والتقشر وحتى رائحة كريهة. التعرق بكثرة، واستخدام الملابس البلاستيكية والضيقة، وعدم تجفيف الجسم بعد الاستحمام من العوامل التي تشجع على نمو هذا النوع من العدوى. للوقاية من الالتهابات الجلدية الفطرية لدى مرضى السكري، من الضروري غسل الجسم يومياً، وخاصة المناطق الحساسة، بالصابون غير المعطر ثم تجفيفها تماماً، كما أن استخدام المساحيق أو الكريمات المضادة للفطريات مثل الكيتوكونازول أو تيربينافين فعال أيضاً في علاج هذه الالتهابات. ويلعب ارتداء الملابس القطنية وتهوية الجلد والمحافظة على النظافة دوراً مهماً في الوقاية من هذا النوع من العدوى. ### العدوى الفطرية في القدمين والأظافر: تعتبر القدمين من أهم مناطق الجسم في رعاية مرضى السكري، لأن حدوث عدوى فطرية في هذه المنطقة يمكن أن يؤدي إلى مشاكل أكثر خطورة مثل القرحة السكرية أو حتى الالتهابات البكتيرية الثانوية. النوع الأكثر شيوعا من عدوى القدم الفطرية لدى مرضى السكري هو سعفة القدم، أو الفطريات بين أصابع القدم، والتي تكون مصحوبة بالحكة، والتشقق، والرائحة الكريهة، والقشور. بالإضافة إلى ذلك، فإن فطريات الأظافر أو فطار الأظافر شائع جدًا أيضًا لدى مرضى السكر ويسبب سماكة الأظافر وتغير لونها وهشاشتها وتشوهها. قد لا يلاحظ الأشخاص المصابون بالاعتلال العصبي السكري هذه الأعراض ويؤخرون العلاج، مما يزيد من خطر انتشار العدوى. للعلاج، يوصى باستخدام الكريمات الموضعية أو الورنيش العلاجي المضاد للفطريات أو الأدوية المضادة للفطريات عن طريق الفم مثل الفلوكونازول. كما أن العناية اليومية بالقدم والحفاظ على جفاف ما بين أصابع القدم واستخدام الجوارب القطنية والتهوية المناسبة للأحذية وزيارة الطبيب بشكل دوري هي إجراءات أساسية للوقاية من هذا النوع من العدوى وإدارتها لدى مرضى السكري. علامات تحذيرية لا ينبغي تجاهلها في مرضى السكري، يمكن أن تتطور الالتهابات الفطرية بسرعة، وإذا تركت دون علاج، يمكن أن تسبب تقرحات، أو تلف الأنسجة، أو حتى التهابات أكثر انتشارًا. إن التعرف المبكر على العلامات التحذيرية هو المفتاح لمنع حدوث مضاعفات خطيرة. تبدو العديد من الأعراض المبكرة بسيطة أو عادية، ولكن عند مرضى السكري، يجب أن تؤخذ هذه الأعراض على محمل الجد. وفي هذا القسم نستعرض أهم العلامات التي لا ينبغي تجاهلها: ### الحكة والاحمرار والالتهاب: إحدى العلامات المبكرة الأكثر شيوعًا للعدوى الفطرية هي **الحكة الشديدة والمستمرة في المنطقة المصابة**. تحدث هذه الحكة عادةً في المناطق الرطبة والدافئة من الجسم مثل الفخذ والإبطين وتحت الثديين أو بين الأصابع. إلى جانب الحكة، يُلاحظ أيضًا **احمرار الجلد** و **الالتهاب**، مما يشير إلى استجابة الجسم لوجود الفطريات. قد يظهر الالتهاب أيضًا على شكل تورم أو حرارة موضعية أو حساسية للمس. بالنسبة لمرضى السكر الذين قد يعانون من انخفاض حاسة اللمس بسبب الاعتلال العصبي، يجب أن تؤخذ الحكة أو الاحمرار الخفيف كتحذير خطير، لأنها قد تكون بداية لعدوى أعمق. ### الإفرازات غير الطبيعية: ومن العلامات التحذيرية الأخرى **الإفرازات غير الطبيعية من أجزاء مختلفة من الجسم**، وخاصة المنطقة التناسلية. عند النساء المصابات بداء السكري، يمكن أن تشير الإفرازات السميكة والبيضاء عديمة الرائحة والتي تشبه الخثارة إلى عدوى الخميرة المهبلية. أما عند الرجال فقد تظهر إفرازات مشابهة مع التهاب وحكة في منطقة الأعضاء التناسلية. عادة ما تكون هذه الإفرازات ناجمة عن فرط نمو فطريات المبيضات في البيئة السكرية للجسم. وإذا صاحبت هذه الإفرازات حرقان أثناء التبول أو الجماع، فهي علامة على انتشار العدوى. إن الانتباه إلى التغير في لون ورائحة وحجم وملمس الإفرازات يمكن أن يساعد في التشخيص المبكر ومنع تطور العدوى إلى مراحل مزمنة.
اقرأ المزيد ما هو نقص السكر في الدم؟
### الرائحة الكريهة: إن وجود **رائحة غير عادية وغير سارة** في أجزاء من الجسم، وخاصة المناطق الرطبة والمغلقة مثل بين أصابع القدمين أو الفخذ أو الإبطين، يمكن أن يكون علامة مهمة على بداية العدوى الفطرية. عادة ما تنتج هذه الرائحة عن مزيج من التعرق الزائد والجلد الميت ونمو الفطريات وأحيانًا الالتهابات البكتيرية الثانوية. عند مرضى السكري، ونظراً لأن التعرق قد يكون أكثر والتحكم في نسبة السكر في الدم ضعيف، يتم توفير بيئة مناسبة لنمو الفطريات وإنتاج الروائح الكريهة. إذا تغيرت رائحة الجسم فجأة، أو أصبحت شديدة، أو مصحوبة بحكة واحمرار، فيجب اعتبارها علامة تحذير. مراقبة النظافة اليومية والحفاظ على المناطق الرطبة جافة واستخدام البخاخات أو المساحيق المضادة للفطريات يمكن أن تمنع تفاقم هذه الأعراض. ### تغير في لون الأظافر أو الجلد: من الأعراض الأخرى الواضحة والمرئية للعدوى الفطرية **تغير لون الجلد أو الأظافر**. تتسبب فطريات الأظافر في تحول الأظافر إلى اللون الأصفر أو البني أو حتى الأخضر، وتصبح أكثر سماكة، وتصبح هشة أو مشوهة بمرور الوقت. وفي بعض الحالات، ينفصل الظفر تمامًا عن فراشه، وهو ما يشير إلى وجود عدوى متقدمة وشديدة. قد تظهر بقع حمراء أو بنية اللون على الجلد، والتي عادة ما تكون مصحوبة بالحكة والتقشير. هذه البقع أكثر شيوعًا عند النساء المصابات بالسكري، خاصة في الفخذ والبطن وتحت الثديين. يمكن أن تشير هذه التغيرات اللونية، إذا كانت مصحوبة برائحة كريهة أو تشققات جلدية، إلى وجود عدوى فطرية نشطة وتتطلب علاجًا فوريًا. طرق الوقاية من الالتهابات الفطرية عند مرضى السكر تعد الوقاية من الالتهابات الفطرية لدى مرضى السكري أحد المبادئ المهمة في إدارة صحتهم. باعتبار أن مرض السكري يوفر بيئة مناسبة لنمو وانتشار الفطريات، فإن اتباع الإجراءات الوقائية يمكن أن يمنع إلى حد كبير حدوث مشاكل جلدية أو فموية أو مهبلية أو أظافر. وفيما يلي نستعرض أهم الحلول الفعالة والعلمية للوقاية من هذه الأنواع من الالتهابات: ### تحكم فعال في نسبة السكر في الدم: الطريقة الأولى والأكثر أساسية للوقاية من الالتهابات الفطرية لدى مرضى السكري هي التحكم في نسبة السكر في الدم بعناية وبشكل مستمر. إن ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم لا يؤدي إلى تعطيل وظيفة الجهاز المناعي فحسب، بل يوفر أيضًا بيئة سكرية وملائمة لنمو الفطريات مثل *المبيضات البيضاء*. عندما يرتفع مستوى الجلوكوز في الدم، يصبح الجلد والأغشية المخاطية أضعف وتقل قوة دفاعهما؛ ولهذا السبب لا يستطيع الجسم مقاومة الفطريات بشكل جيد. وقد أظهرت الدراسات أن مرضى السكري الذين يعانون من نسبة السكر في الدم غير المنضبط هم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الفطرية عدة مرات من المرضى الذين يعانون من السكر المنظم. لذلك، فإن الاستخدام المنتظم لجهاز قياس السكر، واتباع نظام غذائي مناسب لمرضى السكري، والنشاط البدني المنتظم، وتناول أدوية السكري في الوقت المناسب، يلعب دورًا رئيسيًا في الحفاظ على صحة الجلد وتقليل احتمالية الإصابة بالعدوى. ### النظافة الشخصية: النظافة الشخصية هي الركيزة الثانية في الوقاية من الالتهابات الفطرية لدى مرضى السكري. تنمو العديد من الفطريات في المناطق الدافئة والرطبة والمظلمة من الجسم مثل الفخذ والإبطين وتحت الثديين وبين أصابع القدمين وتحت البطن. لذلك، من المهم جدًا الحفاظ على جفاف هذه المناطق بعد الاستحمام أو ممارسة الرياضة أو التعرق الغزير. استخدام منشفة نظيفة ومخصصة، وتجفيف الجسم بالكامل قبل ارتداء الملابس وتجنب استخدام الملابس المبللة أو الضيقة على المدى الطويل من النقاط المهمة. كما أن ارتداء الملابس القطنية الفضفاضة والمسامية يساعد على تقليل التعرق وتبخر الرطوبة بشكل أفضل. الملابس الضيقة والمواد البلاستيكية تحبس الحرارة في الجسم وتسهل نمو الفطريات. يوصى بشدة بتغيير الملابس الداخلية يوميًا، وغسلها بانتظام بالماء الساخن، والحفاظ على نظافة المناطق التناسلية والساقين، وخاصة بين أصابع القدم. ### تقوية جهاز المناعة: قد يعمل الجهاز المناعي لدى مرضى السكري بشكل أضعف من الطبيعي، ولهذا السبب فإن تقويته ضروري جداً للوقاية من الالتهابات الفطرية. يساعد اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن غني بالفيتامينات والمعادن مثل فيتامين C وفيتامين D والزنك والسيلينيوم على تحسين وظيفة الخلايا المناعية. يعد تناول الفواكه والخضروات الطازجة والحبوب الكاملة والمكسرات والبروتينات الصحية مثل الأسماك والبيض من الأسس الأساسية للتغذية الصحية لمرضى السكري. كما أن المكملات الغذائية مثل البروبيوتيك وفيتامين د يمكن أن تكون مفيدة لبعض الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة أو نقص الفيتامينات. لكن استخدام أي نوع من المكملات الغذائية يجب أن يكون بوصف وتحت إشراف الطبيب، لأن الاستخدام العشوائي قد يسبب تفاعلات دوائية أو زيادة نسبة السكر في الدم. ### استخدام المنتجات المضادة للفطريات: بالنسبة للأشخاص المعرضين للتعرق الزائد أو المناطق الرطبة من الجلد، يمكن أن يكون الاستخدام المنتظم للمنتجات المضادة للفطريات الموضعية مثل المساحيق أو الكريمات أو البخاخات وسيلة فعالة لمنع نمو الفطريات. يمكن استخدام هذه المنتجات بشكل خاص في المناطق الحساسة مثل بين أصابع القدمين أو الفخذ أو تحت الثديين. يمكن للكريمات الموضعية أيضًا أن تمنع تطور العدوى إذا لوحظت أعراض مبكرة مثل الحكة أو الاحمرار. يجب على الأشخاص الذين يرتدون أحذية وجوارب مغلقة لفترة طويلة غسل أقدامهم وتجفيفها بعد خلع الأحذية واستخدام بخاخات مضادة للفطريات إذا لزم الأمر. يمكن لهذه الإجراءات البسيطة ولكن المستهدفة أن تخلق حاجزًا دفاعيًا فعالًا ضد الالتهابات الفطرية إلى جانب التحكم في نسبة السكر في الدم. طرق علاج الالتهابات الفطرية عند مرضى السكر يتطلب علاج الالتهابات الفطرية لدى مرضى السكري اتباع نهج متكامل ودقيق وعلمي. على عكس الأشخاص غير المصابين بالسكري، فإن الجهاز المناعي لدى مرضى السكري غير قادر على محاربة العدوى بشكل صحيح، وبيئة جسمهم - بسبب ارتفاع السكر - أكثر ملاءمة لنمو الفطريات. ولذلك، فإن العلاج في هؤلاء المرضى لا ينبغي أن يكون سطحيا أو مجرد أعراض. ### الأدوية الموضعية: الخط الأول لعلاج الالتهابات الفطرية، خاصة في المراحل المبكرة، هو استخدام الأدوية الموضعية مثل الكريمات المضادة للفطريات، المراهم، أو المواد الهلامية. تحتوي هذه الأدوية عادةً على مركبات مثل كلوتريمازول، أو ميكونازول، أو تيربينافين، أو الكيتوكونازول، أو النيستاتين. في مرضى السكري، الاستخدام الدقيق والمنتظم لهذه المراهم يمكن أن يساعد في وقف نمو الفطريات وإصلاح الجلد التالف. هذه الأدوية مفيدة بشكل خاص في حالات مثل الفطريات بين أصابع القدم، أو عدوى الجلد في الفخذ، أو مرض القلاع الفموي. ومن المهم أن يستمر المريض في العلاج حتى نهاية المدة المقررة، حتى لو انخفضت الأعراض في الأيام الأولى. قد يؤدي إيقاف الدواء مبكرًا إلى عودة الإصابة بالعدوى، وهو أمر أكثر خطورة عند مرضى السكري. ### الأدوية عن طريق الفم: في الحالات التي تكون فيها العدوى منتشرة أو متكررة أو مقاومة للأدوية الموضعية، قد يصف الطبيب استخدام الأدوية المضادة للفطريات عن طريق الفم. تشمل هذه الأدوية فلوكونازول، أو إيتراكونازول، أو تيربينافين عن طريق الفم، أو كيتوكونازول عن طريق الفم، ويجب تناولها بوصفة طبية وتحت إشراف الطبيب. عند مرضى السكري، يجب أن يتم استخدام هذه الأدوية بحذر أكبر، لأنها قد تتفاعل مع أدوية أخرى لمرض السكري أو أدوية القلب. أيضًا، يمكن لبعض الأدوية المضادة للفطريات عن طريق الفم أن تؤثر على وظائف الكبد، لذلك قد يكون من الضروري فحص وظائف الكبد قبل وأثناء العلاج. تعد متابعة العلاج والزيارات المنتظمة للطبيب وإجراء الفحوصات الدورية أمرًا في غاية الأهمية في هذه المرحلة لتجنب الآثار الجانبية للأدوية أو مقاومة الفطريات. ### التدابير المساعدة والرعاية في المنزل: إلى جانب العلاج الدوائي، تلعب الرعاية المنزلية أيضًا دورًا مهمًا للغاية في تسريع الشفاء ومنع انتشار العدوى. الخطوة الأولى هي تجفيف المناطق المصابة تمامًا بعد الاستحمام أو التعرق. ومن الضروري استخدام منشفة منفصلة ونظيفة وجافة تماماً، خاصة في المناطق الواقعة بين أصابع القدمين والإبطين والفخذ. تعتبر التهوية الكافية للجلد من خلال ارتداء ملابس قطنية فضفاضة وتغيير الملابس بشكل متكرر (خاصة الملابس الداخلية والجوارب) من التدابير الداعمة الفعالة الأخرى. كما ينصح باستخدام المرطبات غير المعطرة وغير الدهنية، حيث أن نسبة الدهون العالية أو العطور الصناعية قد تسهل نمو الفطريات. ### ضرورة زيارة الطبيب في حالات العدوى المقاومة: من أكبر الأخطاء التي يرتكبها بعض مرضى السكري هو التداوي الذاتي أو تجاهل أعراض العدوى الفطرية. بسبب ضعف الدورة الدموية وضعف جهاز المناعة واحتمالية الإصابة بالاعتلال العصبي السكري (فقدان الإحساس في الأطراف)، قد تتطور عدوى بسيطة في وقت قصير لفتح الجروح أو النخر أو التهابات الأنسجة العميقة أو حتى الغرغرينا. يجب إبلاغ الطبيب على الفور بالحالات التي لا تتحسن مع العلاج الموضعي، أو الالتهابات المتكررة، أو القروح التي تنزف، أو ذات رائحة كريهة، أو مؤلمة، أو متغيرة اللون. كما أنه إذا كنت تعاني من الحمى أو الضعف الشديد أو ارتفاع غير مبرر في نسبة الجلوكوز في الدم أو الأعراض العامة للمرض، فأنت بحاجة إلى مراجعة الطبيب على الفور. يمكن أن يؤدي التطبيب الذاتي أو استخدام وصفات طبية لشخص آخر إلى تفاقم الحالة أو ظهور مقاومة للأدوية أو إخفاء أعراض العدوى. ### الفطر الموجود في السكر؛ إنذار صامت لمرضى السكر الالتهابات الفطرية، رغم أنها تبدو بسيطة للوهلة الأولى، يمكن أن تتحول بسرعة إلى أزمة خطيرة لدى مرضى السكري. إن ارتفاع مستويات السكر في الدم وضعف جهاز المناعة واختلال التوازن الطبيعي للكائنات الحية الدقيقة في الجسم يخلق مزيجًا خطيرًا يوفر أرضًا خصبة للفطريات. من مرض القلاع الفموي إلى التهابات الجلد والأظافر، يمكن أن تكون جميعها علامات على وجود تهديد أعمق. ولكن الخبر السار هو أنه من خلال التحكم الفعال في نسبة السكر في الدم، والنظافة الشخصية الدقيقة، والرعاية الوقائية والعلاج الطبي في الوقت المناسب، يمكن الوقاية من العديد من هذه العدوى. مرض السكري هو مرض مزمن، ولكن مع الوعي والتعليم والعمل الذكي، يمكن تحسين نوعية الحياة بشكل كبير. وأخيرًا، كل علامة صغيرة في جسم مريض السكري يمكن أن تحمل رسالة كبيرة؛ رسالة الاهتمام والوقاية واتباع الحلول العلمية للحصول على جسم أكثر صحة وحياة أكثر أماناً. **للحصول على زيارة (عبر الإنترنت أو شخصيًا) مع الدكتور يزدان باناه، املأ النموذج أدناه**
5/5 - (1 نقطة)
###### نبذة عن د. ليلى يزدانبانه
د. أكملت ليلى يزدان باناه دورة الطب العام ودورة الدكتوراه المتخصصة في مجال مرض السكري مع التركيز على القدم السكرية في جامعة جنديسابور للعلوم الطبية، الأهواز، وهي عضو في هيئة التدريس بالجامعة في مركز أبحاث مرض السكري.
تأثير التدليك على تحسين الدورة الدموية في الساقين لمرضى السكري18 أغسطس، 1404
تأثير الوجبات السريعة على مرض السكري وسكر الدم18 أغسطس 1404هـ
### المشاركات ذات الصلة
مرض السكري
25 أبريل 1404
#### مرض السكري والخلايا الجذعية <ديف>

مقالات دیگر از د. ليلى يزدان باناه

آمادگی افراد دیابتی قبل إجراء عملية جراحية أو بیهوشی

آمادگی افراد دیابتی قبل إجراء عملية جراحية أو بیهوشی

دیابت ۱۶ آذر ۱۴۰۴ بواسطة دکتر ليلا يزدان پناه 0 دیدگاه...

آمادگی افراد دیابتی قبل إجراء عملية جراحية أو بیهوشی

آمادگی افراد دیابتی قبل إجراء عملية جراحية أو بیهوشی

دیابت ۱۶ آذر ۱۴۰۴ بواسطة دکتر ليلا يزدان پناه 0 دیدگاه...

هل هناك أي لبو أو چغندر قند؟

هل هناك أي لبو أو چغندر قند؟

دیابت ۲۲ آبان ۱۴۰۴ بواسطة دکتر ليلا يزدان پناه 0 دیدگاه...

المزيد من المعلومات للأشخاص المصابين بالسرطان

المزيد من المعلومات للأشخاص المصابين بالسرطان

دیابت ۲۳ آبان ۱۴۰۴ بواسطة دکتر ليلا يزدان پناه 0 دیدگاه...

نشانه‌ها ونحو تشخیص فاسد شدن انسولین

نشانه‌ها ونحو تشخیص فاسد شدن انسولین

دیابت ۲۴ آبان ۱۴۰۴ بواسطة دکتر ليلا يزدان پناه 0 دیدگاه...

هدف رائع لجميع الأشخاص

هدف رائع لجميع الأشخاص

دیابت ۱۹ شهر ۱۴۰۴ بواسطة دکتر ليلا يزدان پناه 0 دیدگاه...

مشاكل ادرارية في علاج مرض السكري وتأثيرها على البروستاتا

مشاكل ادرارية في علاج مرض السكري وتأثيرها على البروستاتا

دیابت ۱۱ آبان ۱۴۰۴ بواسطة دکتر ليلا يزدان پناه 0 دیدگاه...

آلات بأنواعها مكملة للأشخاص المصابين بالسرطان

آلات بأنواعها مكملة للأشخاص المصابين بالسرطان

دیابت ۱۵ آبان ۱۴۰۴ بواسطة دکتر ليلا يزدان پناه 0 دیدگاه...

المزيد من المعلومات للأشخاص المصابين بالسرطان

المزيد من المعلومات للأشخاص المصابين بالسرطان

دیابت ۲۳ آبان ۱۴۰۴ بواسطة دکتر ليلا يزدان پناه 0 دیدگاه...

هل هناك أي لبو أو چغندر قند؟

هل هناك أي لبو أو چغندر قند؟

دیابت ۲۲ آبان ۱۴۰۴ بواسطة دکتر ليلا يزدان پناه 0 دیدگاه...

نشانه‌ها ونحو تشخیص فاسد شدن انسولین

نشانه‌ها ونحو تشخیص فاسد شدن انسولین

دیابت ۲۴ آبان ۱۴۰۴ بواسطة دکتر ليلا يزدان پناه 0 دیدگاه...

هذه هي الأشياء

النموذج التجريبي: هاآموزش دانش آموزان مدرسه شاهد فاطمی اهواز فيما يتعلق بدیابتالمعلوماتالمعلوماتالمعلوماتآموزش پرسنل شرکت گاز خوزستان 1المعلوماتالمعلوماتالمعلوماتالمعلومات