========================================================================================
في عالم اليوم، أصبحت المشروبات الغازية من أكثر المشروبات شعبيةً حول العالم؛ مشروبات لها حضور بارز في الحفلات والتجمعات وحتى الوجبات اليومية. ولكن وراء الطعم الحلو والفوّار لهذه المشروبات الغازية، تكمن قصة معقدة حول الصحة وخاصة تأثيرها على الأمراض المزمنة مثل مرض السكري. تُعرف المشروبات الغازية العادية، التي تحتوي على كمية عالية من السكر والسعرات الحرارية، بأنها أحد العوامل المهمة لزيادة نسبة السكر في الدم والإصابة بمرض السكري.
**المحتوى** مخفي
1 الصودا والسكري: علاقة معقدة
2 السكريات في المشروبات الغازية العادية وتأثيرها على مستويات السكر في الدم
3 دور استهلاك المشروبات الغازية بشكل متكرر في زيادة مستويات السكر في الدم خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني 2
4 الآليات البيولوجية لتأثير المشروبات الغازية على مقاومة الأنسولين
5 ما هي المشروبات الغازية الدايت؟ 5.1 التعريف بالمشروبات الغازية الدايت واختلافها عن المشروبات الغازية العادية
5.2 أنواع المحليات الصناعية الشائعة في المشروبات الغازية الخاصة بالحمية
5.3 1- الأسبارتام
5.4 2- السكرالوز:
5.5 3- السكرين:
5.6 4-ستيفيا:
5.7 5- اسيسولفام البوتاسيوم (Acesulfame K):
6 مساوئ النظام الغذائي وآثاره السلبية المشروبات الغازية 6.1 تأثير المحليات الصناعية على التمثيل الغذائي والشهية:
6.2 العلاقة بين استهلاك المشروبات الغازية الدايت وزيادة الوزن والسمنة:
6.3 تأثيرات المشروبات الغازية الدايت على حساسية الأنسولين ومرض السكري المخاطر:
6.4 التأثيرات المحتملة على صحة الأمعاء والميكروبيوم:
6.5 المخاطر المحتملة على القلب والأوعية الدموية:
7 هل تعتبر الصودا الدايت بديلاً أكثر صحة؟ 7.1 الحلويات الخادعة؛ عندما تشكل المشروبات الغازية الخاصة بالحمية أيضًا تهديدًا لمرض السكري
من ناحية أخرى، تم تقديم المشروبات الغازية الخاصة بالحمية التي تحمل شعار "بدون سكر" أو "منخفضة السعرات الحرارية" كبديل أكثر صحة، لكن الأبحاث الجديدة تظهر أن هذه المشروبات الغازية قد يكون لها أيضًا آثار سلبية ومعقدة على الجسم والتي حظيت باهتمام أقل.
الصودا والسكري: علاقة معقدة
تعتبر الصودا من أكثر المشروبات الصناعية استهلاكًا في العالم، والتي شكلت جزءًا كبيرًا من الثقافة الغذائية في العديد من البلدان بسبب مذاقها الحلو ومدة صلاحيتها الطويلة. ومع ذلك، فقد أثيرت العلاقة بين المشروبات الغازية ومرض السكري، وخاصة مرض السكري من النوع 2، كقضية صحية عامة مهمة منذ سنوات عديدة، وأجريت العديد من الأبحاث حولها. ولا ترجع هذه العلاقة إلى وجود نسبة عالية من السكريات في المشروبات الغازية العادية فحسب، بل إن عدة آليات بيولوجية تشارك في هذه العملية والتي ينبغي فحصها بعناية.
السكريات الموجودة في المشروبات الغازية العادية وتأثيرها على مستويات السكر في الدم
تحتوي المشروبات الغازية العادية عادة على الكثير من السكريات البسيطة، وخاصة الفركتوز والجلوكوز. وعادة ما يتم توفير حلاوة هذه المشروبات بإضافة السكر العادي (السكروز) أو شراب الذرة عالي الفركتوز. يتم امتصاص هذه السكريات البسيطة بسرعة في الجهاز الهضمي وتدخل مجرى الدم، مما يسبب ارتفاعًا سريعًا في مستويات السكر في الدم بعد تناولها. يؤدي هذا الارتفاع المفاجئ في نسبة السكر في الدم إلى استجابة الجسم للأنسولين للتحكم في مستويات الجلوكوز. لكن الاستهلاك المتكرر والكميات الكبيرة من هذه السكريات يسبب ضغطاً مضاعفاً على خلايا بيتا في البنكرياس المسؤولة عن إفراز الأنسولين. وبمرور الوقت، يقلل هذا الضغط من كفاءة هذه الخلايا بل ويدمرها، ويصبح الجسم تدريجياً أقل حساسية للأنسولين أو مقاومة الأنسولين. بالإضافة إلى ذلك، فإن الاستهلاك العالي للسكر البسيط يمكن أن يسبب زيادة الوزن؛ لأن السعرات الحرارية الزائدة من سكر الصودا يتم تخزينها على شكل دهون. تعد زيادة الوزن وخاصة تراكم الدهون في منطقة البطن أحد العوامل الرئيسية لمقاومة الأنسولين وفي النهاية الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
دور الاستهلاك المتكرر للمشروبات الغازية في زيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني
أظهرت العديد من الدراسات وجود علاقة إيجابية وهامة بين الاستهلاك المتكرر للمشروبات السكرية وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. وفقًا للدراسات الوبائية الكبيرة، فإن الأشخاص الذين يشربون كوبًا أو أكثر من الصودا العادية يوميًا لديهم خطر أكبر للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني مقارنة بالأشخاص الذين لا يشربون الصودا أو نادرًا ما يشربونها. ويزداد هذا الخطر لعدة أسباب:
- **زيادة تناول السعرات الحرارية والسكر:** يؤدي الاستهلاك المتكرر للمشروبات الغازية إلى زيادة السعرات الحرارية بكثير عن الاحتياج اليومي، مما قد يؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة. ترتبط السمنة، وخاصة الدهون الحشوية في البطن، بقوة بمقاومة الأنسولين. - **التقلبات الشديدة في نسبة السكر في الدم:** شرب الكثير من المشروبات الغازية يسبب ارتفاع سريع في نسبة السكر في الدم وزيادة إفراز الأنسولين. هذه التقلبات تسبب إرهاق الخلايا المفرزة للأنسولين وتقلل من كفاءتها. - **التأثير على الالتهابات المزمنة:** تناول المشروبات السكرية يزيد من الالتهابات الجهازية في الجسم، وهو أحد الأسباب الرئيسية لمقاومة الأنسولين. من ناحية أخرى، يؤدي استهلاك المشروبات السكرية إلى تغيرات عكسية في نسبة الدهون في الدم، وزيادة الدهون الثلاثية وانخفاض مستوى الكوليسترول الجيد (HDL)، وكلها عوامل تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري.
الآليات البيولوجية لتأثير المشروبات الغازية على مقاومة الأنسولين
العلاقة بين الصودا ومقاومة الأنسولين معقدة، وتشتمل على عدة مسارات وآليات بيولوجية:
- **زيادة استهلاك الفركتوز وتراكم الدهون في الكبد:**
تحتوي المشروبات الغازية العادية على الكثير من الفركتوز، الذي يتم استقلابه في الكبد. يؤدي تناول كميات كبيرة من الفركتوز إلى إنتاج الدهون في الكبد (الكبد الدهني غير الكحولي)، مما يسبب التهابًا وخللًا في وظائف الكبد. هذه العملية هي أحد الأسباب الرئيسية لمقاومة الأنسولين. - **زيادة الالتهاب المزمن:**
الاستهلاك العالي للسكريات البسيطة يزيد من مستوى الجزيئات الالتهابية (السيتوكينات) في الجسم. هذا الالتهاب المزمن عن طريق إتلاف مسارات إشارات الأنسولين في الخلايا يقلل من حساسيتها للأنسولين. - **اضطراب في وظيفة خلايا بيتا:**
تؤدي الزيادة المتكررة في نسبة السكر في الدم والحاجة إلى إفراز المزيد من الأنسولين في النهاية إلى تآكل خلايا بيتا في البنكرياس. يؤدي تقليل إفراز الأنسولين أو تعطيل إفرازه إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم بشكل مزمن وتطور مرض السكري من النوع الثاني. - **اضطراب في الشهية وتنظيم الطاقة:**
تسبب السكريات البسيطة الموجودة في المشروبات الغازية إطلاقًا سريعًا للجلوكوز في الدم، مما قد يعطل العملية الطبيعية لتنظيم الشهية. كما أن تناول كميات كبيرة من السكر قد يقلل من استجابة الدماغ لإشارات الشبع، مما يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام وزيادة الوزن. - **التأثير على ميكروبيوم الأمعاء:**
أظهر بحث جديد أن الاستهلاك العالي للسكريات البسيطة والمشروبات السكرية يمكن أن يسبب تغيرات سلبية في ميكروبيوم الأمعاء. وتساهم هذه التغييرات بدورها في حدوث التهاب جهازي ومقاومة الأنسولين.
ما هي مشروبات الحمية؟
تعتبر المشروبات الغازية الدايت من أشهر المشروبات الخالية من السكر أو منخفضة السعرات الحرارية في السوق العالمية، والتي يتم إنتاجها لتقليل استهلاك السعرات الحرارية والمساعدة في التحكم في الوزن. تعتبر هذه المشروبات الغازية بشكل أساسي بديلاً للمشروبات الغازية العادية المحلاة بالسكر أو السكر، ولهذا السبب أصبحت تحظى بشعبية كبيرة بين الأشخاص الذين يتطلعون إلى إنقاص الوزن أو السيطرة على مرض السكري أو الحفاظ على صحتهم. ولكن كيف تختلف المشروبات الغازية الخاصة بالحمية عن المشروبات الغازية العادية وما هي المكونات المستخدمة في تركيبها؟ وفي هذا القسم نجيب على هذه الأسئلة بالتفصيل. ###
التعريف بالمشروبات الغازية الدايت وفرقها عن المشروبات الغازية العادية
تحتوي المشروبات الغازية التقليدية على كمية كبيرة من السكر البسيط (غالبًا السكروز أو شراب الذرة عالي الفركتوز)، مما يمنحها طعمًا حلوًا وسعرات حرارية كبيرة. يمكن أن يحتوي كل كوب (حوالي 330 ملليلترًا) من الصودا العادية على حوالي 35 إلى 40 جرامًا من السكر، وهو ما يعادل حوالي 140 إلى 160 سعرة حرارية. الاستهلاك المتكرر لهذه المشروبات الغازية، خاصة بسبب محتواها العالي من السكر، يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن وزيادة نسبة السكر في الدم ومشاكل التمثيل الغذائي الأخرى. وعلى النقيض من ذلك، فإن المشروبات الغازية الخاصة بالحمية مصممة خصيصًا لتقليل أو التخلص من السكر والسعرات الحرارية. تستخدم هذه المشروبات الغازية عادةً مُحليات صناعية أو طبيعية منخفضة السعرات الحرارية بدلاً من السكر، مما يوفر حلاوة مماثلة ولكن مع عدد قليل جدًا من السعرات الحرارية أو بدون سعرات حرارية على الإطلاق. لهذا السبب، تُعرف المشروبات الغازية الخاصة بالحمية بأنها "خالية من السكر" أو "منخفضة السعرات الحرارية" أو "صفر سعرات حرارية". ظاهريًا، يمكن أن تكون المشروبات الغازية الخاصة بالحمية خيارًا جيدًا للأشخاص الذين يرغبون في الاستمتاع بطعم الصودا الحلو دون استهلاك سعرات حرارية إضافية. لكن المركبات المختلفة وتأثيراتها على الجسم أمر يجب فحصه بعناية. ###
أنواع المحليات الصناعية الشائعة في المشروبات الغازية الخاصة بالحمية
يتم استخدام عدة أنواع من المحليات الصناعية والطبيعية لتحل محل السكر في مشروبات الحمية. فيما يلي أهم المُحليات الصناعية وأكثرها شيوعًا، بالإضافة إلى ميزات ونصائح مهمة حول كل منها:
###
1- الأسبارتام
- **المميزات:** الأسبارتام هو أحد المحليات الصناعية الأكثر استخدامًا، وهو أحلى بحوالي 200 مرة من السكر الطبيعي. هذه المادة عبارة عن مزيج من اثنين من الأحماض الأمينية (فينيل ألانين وحمض الأسبارتيك) التي يتم استقلابها في الجسم. - **الاستخدام:** يستخدم عادةً في مشروبات الحمية والعلكة والحلويات والمنتجات الخالية من السكر. - **ملاحظات هامة:** يجب على الأشخاص الذين يعانون من بيلة الفينيل كيتون (PKU) تجنب تناول الأسبارتام لأنهم لا يستطيعون استقلاب الفينيل ألانين. يزعم بعض الأشخاص أيضًا أن الأسبارتام قد يسبب الصداع أو آثار جانبية أخرى، على الرغم من أن الأبحاث العلمية قدمت نتائج متضاربة.
إقرأ المزيد مرض السكري والزواج
###
2- السكرالوز:
- **المميزات:** السكرالوز أحلى بحوالي 600 مرة من السكر ويتم تصنيعه عن طريق تغيير بنية السكر كيميائيًا (الكلورة). على عكس الأسبارتام، لا يتم امتصاص السكرالوز بالكامل في الجسم ويتم إخراجه في الغالب من الجسم. - **الاستخدام:** يتم استخدامه في مشروبات الحمية ومنتجات الطبخ والأطعمة الخالية من السكر. - **ملاحظات مهمة:** أظهرت الدراسات أن السكرالوز قد يكون له تأثير على ميكروبيوم الأمعاء، وهناك أيضًا بعض المخاوف بشأن استقراره الحراري وتكوين مركبات ضارة أثناء الطهي. ###
3- السكرين:
- **المميزات:** السكرين هو أقدم مُحلي صناعي وهو أحلى بنحو 300 إلى 400 مرة من السكر الطبيعي. - **الاستخدام:** يتم استخدامه في مشروبات الحمية والأطعمة والأدوية منخفضة السعرات الحرارية. - **ملاحظات مهمة:** تمت مناقشة السكرين في الماضي بسبب مخاوف بشأن تسببه في الإصابة بالسرطان، ولكن أظهرت دراسات أخرى أنه آمن للاستهلاك ضمن الحدود المسموح بها. ###
4- ستيفيا:
- **المميزات:** ستيفيا هو مُحلي طبيعي يُستخرج من أوراق نبات ستيفيا وهو أحلى بحوالي 200 إلى 300 مرة من السكر. على عكس المحليات الصناعية، يعتبر ستيفيا طبيعيا. - **الاستخدام:** يتم استخدامه في مشروبات الحمية الطبيعية والأغذية الصحية والمنتجات العضوية. - **ملاحظات مهمة:** يُعرف نبات ستيفيا عمومًا بأنه خيار صحي أكثر، لكن بعض الأشخاص لا يحبون طعمه المر أو مذاقه اللاذع. ###
5- أسيسولفام البوتاسيوم (أسيسولفام K):
- **المميزات:** هذا المُحلي الاصطناعي أحلى بنحو 200 مرة من السكر وعادة ما يستخدم مع المحليات الأخرى لتحسين الطعم. - **الاستخدام:** يتم استخدامه في مشروبات الحمية والعلكة ومنتجات الطبخ وغيرها من المواد الغذائية. - **ملاحظات هامة:** أسيسولفام البوتاسيوم قابل للحرارة ويمكن استخدامه في الطبخ. المشروبات الغازية الخاصة بالحمية هي مشروبات تستخدم مُحليات صناعية أو طبيعية منخفضة السعرات الحرارية بدلاً من السكر العادي لخلق طعم حلو لتقليل تناول السعرات الحرارية والمساعدة في التحكم في الوزن. تتميز هذه المشروبات الغازية باختلافات مهمة عن المشروبات الغازية العادية، ويرجع ذلك أساسًا إلى إزالة السكر واستبداله بالمحليات الصناعية.
عيوب وآثار المشروبات الغازية الدايت
تم تسويق المشروبات الغازية الخاصة بالحمية كبدائل للمشروبات الغازية السكرية العادية لتقليل السعرات الحرارية والمساعدة في إدارة الوزن. لكن الأبحاث الجديدة تظهر أن الاستهلاك المرتفع لهذه المشروبات الغازية على المدى الطويل يمكن أن يسبب مشاكل صحية خطيرة. ###
تأثير المُحليات الصناعية على التمثيل الغذائي والشهية:
المحليات الصناعية مثل الأسبارتام والسكرالوز حلوة جدًا ولكنها توفر القليل من السعرات الحرارية. تؤدي هذه الحالة إلى ارتباك الدماغ؛ أي أن الدماغ يتوقع أن يستقبل الطاقة، لكن الطاقة لا تصل. وهذا قد يزيد من مشاعر الجوع والإفراط في تناول الطعام. ونتيجة لذلك، فإن استهلاك صودا الدايت يمكن أن يزيد الشهية ويستهلك المزيد من السعرات الحرارية بدلاً من فقدان الوزن. ###
العلاقة بين استهلاك المشروبات الغازية الدايت وزيادة الوزن والسمنة:
على الرغم من أن المشروبات الغازية الخاصة بالحمية منخفضة السعرات الحرارية، فقد أظهرت الدراسات أن الاستهلاك المنتظم يرتبط بزيادة الوزن والسمنة. ويرتبط ذلك بأسباب مثل خلل تنظيم الشهية، والتغيرات في عملية التمثيل الغذائي في الجسم، والتغيرات في ميكروبيوم الأمعاء، والسلوكيات التعويضية مثل تناول المزيد من الطعام أو تقليل النشاط البدني. ولذلك، فإن المشروبات الغازية الدايت قد تسبب زيادة الوزن بشكل غير مباشر. ###
تأثيرات المشروبات الغازية الخاصة بالحمية على حساسية الأنسولين وخطر الإصابة بالسكري:
الاستهلاك المتكرر للصودا الدايت يمكن أن يقلل من حساسية الجسم للأنسولين، وبالتالي يجعل من الصعب التحكم في نسبة السكر في الدم. هذه الحالة، والتي تسمى مقاومة الأنسولين، هي أحد الأسباب الرئيسية لمرض السكري من النوع الثاني. قد تعطل المحليات الصناعية المسارات الخلوية المرتبطة باستقلاب الجلوكوز وتسبب التهابًا مزمنًا في الجسم، وهو في حد ذاته سبب مرض السكري. ###
التأثيرات المحتملة على صحة الأمعاء والميكروبيوم:
يتكون الميكروبيوم المعوي من آلاف الأنواع من البكتيريا والميكروبات التي تلعب دورًا مهمًا في الصحة العامة للجسم والتمثيل الغذائي. وقد أظهرت الأبحاث أن المحليات الصناعية يمكن أن تعطل توازن هذه الكائنات الحية الدقيقة، مما يسبب زيادة في البكتيريا الضارة وانخفاض في البكتيريا المفيدة. يمكن أن يسبب هذا الاضطراب الالتهابات، ومشاكل في الجهاز الهضمي، وحتى زيادة نفاذية الأمعاء، وكلها تساهم في زيادة خطر الإصابة بالسمنة والسكري وأمراض أخرى. ###
المخاطر المحتملة على القلب والأوعية الدموية:
قد تزيد المشروبات الغازية الدايت من خطر الإصابة بأمراض القلب عن طريق زيادة الالتهابات الجهازية، والتغيرات الضارة في ضغط الدم والدهون في الدم، واختلال وظائف الأوعية الدموية. وحتى مع انخفاض السعرات الحرارية، يمكن لهذه الآثار السلبية أن تضر بصحة القلب والأوعية الدموية، خاصة لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ من أمراض القلب أو مرض السكري. على الرغم من أن المشروبات الغازية الخاصة بالحمية منخفضة السعرات الحرارية، إلا أن استهلاكها على المدى الطويل والمتكرر يمكن أن يسبب زيادة الشهية وزيادة الوزن وانخفاض حساسية الأنسولين وضعف صحة الأمعاء وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. لذلك من الأفضل الحد من تناول هذه المشروبات الغازية واستبدالها بالمشروبات الطبيعية والصحية مثل الماء والشاي الأخضر وعصائر الفاكهة الطبيعية بدون سكر للحفاظ على صحة الجسم.
هل تعتبر المشروبات الغازية الدايت بديلاً أكثر صحة؟
غالبًا ما توصف المشروبات الغازية الخاصة بالحمية المصنوعة من المحليات الصناعية بدلاً من السكر بأنها خيار أكثر صحة وأقل سعرات حرارية من المشروبات الغازية العادية. وتقوم هذه الفكرة على تقليل السعرات الحرارية وليس زيادة نسبة السكر في الدم. يظهر البحث العلمي أن الإجابة على هذا السؤال ليست بهذه البساطة. فمن ناحية، تحتوي المشروبات الغازية الخاصة بالحمية على عدد قليل جدًا من السعرات الحرارية ولا يؤدي استهلاكها إلى زيادة نسبة السكر في الدم بشكل مباشر؛ ولذلك، يبدو أنها خيار أفضل لمرضى السكر أو أولئك الذين يحاولون التحكم في وزنهم مقارنة بالمشروبات الغازية العادية. ولكن من ناحية أخرى، يمكن أن يكون للمحليات الصناعية الموجودة في هذه المشروبات الغازية تأثيرات غير متوقعة ومعقدة على الصحة. قد تسبب هذه المحليات خللاً في الشهية، بحيث يشتهي الشخص الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية أكثر بعد تناول صودا الدايت. كما أظهرت بعض الدراسات وجود صلة بين استهلاك الصودا الدايت وانخفاض حساسية الأنسولين، والتغيرات في الميكروبيوم المعوي، وزيادة الالتهابات المزمنة، وكلها عوامل خطر للإصابة بمرض السكري ومشاكل التمثيل الغذائي. لذلك، على الرغم من أن الصودا الدايت تبدو أكثر صحة من حيث السعرات الحرارية والسكر من الصودا العادية، إلا أن الاستهلاك المفرط على المدى الطويل يمكن أن يكون له عواقب صحية سلبية. ###
الحلويات الخادعة؛ عندما تكون المشروبات الغازية الدايت خطراً على مرض السكري
المشروبات الغازية السكرية العادية هي العدو الواضح للتحكم في نسبة السكر في الدم والصحة الأيضية، ولها دور لا يمكن إنكاره في زيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني. لكن النقطة الأهم هي أن المشروبات الغازية الدايت، بمظهرها الصحي ومنخفض السعرات الحرارية، قد يكون لها آثار معقدة ومدمرة في بعض الأحيان على عملية التمثيل الغذائي في الجسم وحساسية الأنسولين خلف الكواليس. يمكن للمحليات الصناعية أن تعطل التوازن الطبيعي للشهية وميكروبيوم الأمعاء وتؤدي إلى زيادة الوزن ومقاومة الأنسولين. العوامل التي ترتبط مباشرة بمرض السكري. لذلك، ليس فقط المشروبات الغازية السكرية العادية، ولكن أيضًا المشروبات الغازية الخاصة بالحمية لا ينبغي اعتبارها حلاً آمنًا وصحيًا للوقاية من مرض السكري أو السيطرة عليه. الحل الحقيقي يكمن في اختيار المشروبات الطبيعية، والتقليل من استهلاك السكريات المضافة والاهتمام بنمط حياة صحي. ببساطة، قد تكون حلاوة المشروبات الغازية خادعة في بعض الأحيان، والعناية بصحتك الأيضية تتطلب، قبل كل شيء، اختيارات واعية وذكية. وبشكل عام فإن الخيار الأفضل للحفاظ على الصحة الأيضية وتقليل خطر الإصابة بمرض السكري هو الحد من استهلاك كلا النوعين من المشروبات الغازية وتفضيل المشروبات الطبيعية مثل الماء والشاي الخالي من السكر والعصائر الطازجة بدون إضافات. **للحصول على زيارة (عبر الإنترنت أو شخصيًا) مع الدكتور يزدان باناه، املأ النموذج أدناه**