سيكولوجية الحرب؛ دراسة الآثار النفسية للحرب

سيكولوجية الحرب؛ دراسة الآثار النفسية للحرب

دكتور حسين بيات
دكتور حسين بيات شيراز
کد عضویت: رقم النظام: 13059
**علم نفس الحرب** هو أحد موضوعات الصحة العقلية المهمة والأقل شهرة، والذي يلعب دورًا أساسيًا في تحليل ردود الفعل السلوكية، والاضطرابات النفسية، والعواقب العميقة للحرب على حياة الناس. يظن الكثيرون أن الحرب لا تعني إلا خسارة الأرواح أو الوطن، لكن الواقع أكثر مرارة من هذه الكلمات. الآثار النفسية للحرب تبقى لدى الأفراد والأسر وحتى الأجيال بعد انتهاء الصراع. لكن كيف يمكن أن نضع هذه الجروح الخفية والخوف من الحرب في طريق العلاج والصحة النفسية مع سيكولوجية الحرب؟ **ما هي سيكولوجية الحرب وما أهميتها؟** يدرس علم نفس الحرب ردود الفعل العقلية والعاطفية والسلوكية للإنسان في ظروف الحرب وبعد الحرب وحتى عندما يواجه أخبار الأزمات والتهديدات. يدرس هذا الفرع من علم النفس العواقب القصيرة والطويلة المدى للحرب على الناجين والجنود واللاجئين وحتى المجتمع ككل. ووفقا للباحثين، فإن فهم العمليات النفسية للحرب يمكن أن يساعد في منع وعلاج الصدمات والقلق المزمن وعلاج الاكتئاب وغيرها من تحديات الصحة العقلية. **أهم آثار الحرب النفسية على الإنسان** إن الآثار النفسية والعاطفية للحرب عميقة جدًا ومتعددة الأبعاد. يوضح سيكولوجية الحرب أنه بعد انتهاء أي أزمة كبرى، عادة ما يعاني الإنسان من أعراض تتطلب كل منها الاهتمام والعلاج. وأهم الإصابات النفسية للحرب هي: - **اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)** اضطراب ما بعد الصدمة هو النتيجة الأكثر شيوعًا لتجربة أو مشاهدة العنف وكوارث الحرب ويرتبط بأعراض مثل الكوابيس، والتذكر القهري للحادث، والاستجابة للخوف، والقلق والشعور بالذنب. إذا استمرت هذه الأعراض لأكثر من شهر وتسببت في تعطيل الأداء الطبيعي لحياة الشخص، فإن ذلك يُعرف باسم اضطراب ما بعد الصدمة. يعد علاج اضطراب ما بعد الصدمة بالارتجاع العصبي إحدى الطرق التي يستخدمها المتخصصون في هذا الاضطراب. - **الاكتئاب والشعور بالفراغ** يعد اكتئاب ما بعد الحرب شائعًا للغاية بين العديد من الناجين. إن الافتقار إلى الحافز والحزن العميق وانخفاض الأمل في المستقبل والشعور بالفراغ هي الأعراض المعتادة لهذه الحالة. - القلق العام ونوبات الهلع قد يعاني الأشخاص من القلق والتوتر المستمر، والأرق، وانخفاض التركيز، وحتى نوبات الهلع. يمكن أن تستمر هذه الأعراض لسنوات. - **المشكلات السلوكية والاجتماعية** العدوان والسلوك غير المتوقع وتعاطي المخدرات والكحول وكذلك الانسحاب من المجموعة هي العواقب السلوكية لعلم نفس الحرب. **آثار الحرب النفسية على الأطفال والمراهقين** وقد أشارت الدراسات الحديثة إلى أن الأطفال والمراهقين يعانون أكثر من البالغين من العواقب النفسية للحرب. يعد الخوف الشديد والتبول الليلي والانسحاب والفشل الأكاديمي والكوابيس المتكررة وحتى المشاكل الجسدية مثل الصداع وألم القلب من الأعراض المهمة في هذه الفئة العمرية. يشير علم نفس الحرب إلى أن العائلات تنتبه إلى علامات تغير سلوك الأطفال، وإذا لزم الأمر، تلجأ إلى مستشار أو طبيب نفساني. **أساليب التعامل مع جراح الحرب النفسية وعلاجها** لشفاء الجروح النفسية الناجمة عن الحرب، يوصي علماء نفس الحرب والخبراء باتخاذ التدابير التالية: 1. **العلاج السلوكي المعرفي (CBT)** أحد أكثر العلاجات فعالية لاضطراب ما بعد الصدمة وقلق ما بعد الحرب هو المساعدة في إعادة صياغة الأفكار السلبية وإدارة العواطف. 2. ** تعليم مهارات التعامل مع التوتر ** ممارسة التأمل والتنفس العميق والنشاط البدني والعلاج بالفن تؤدي إلى تفريغ عاطفي صحي وعودة تدريجية للسلام النفسي. 3. **دعم الأسرة والمجتمع** يحتاج الناجون من الحرب إلى أذن صاغية وفهم غير قضائي ودعم مستمر. يعد عقد ورش العمل العلاجية والتوعية الجماعية أحد المقاييس المهمة لعلم نفس الحرب. 4. **التدخل المتخصص المبكر** التقييم السريع والإحالة إلى طبيب نفساني أو طبيب نفسي سيمنع المشاكل من أن تصبح مزمنة ويزيد من فعالية العلاج. **دور الثقافة والإعلام في زيادة الوعي بسيكولوجية الحرب** إن زراعة الحقائق والعواقب النفسية للحرب والإبلاغ عنها أمر مهم للغاية. يمكن أن يكون التعليم العام وبث الأفلام الوثائقية والمسرحيات والمقابلات مع الناجين فعالاً في تعزيز القدرة على الصمود والحد من التصنيف السلبي للأمراض العقلية. يعتقد علم نفس الحرب أنه إذا تقبل المجتمع الجروح النفسية للناجين ومرافقتهم، فإن الأمل في العلاج والعودة إلى حياة جيدة سوف يتضاعف.

مقالات دیگر از دكتور حسين بيات