19 ربيع الأول 1404هـ بواسطة د. ليلى يزدان باناه 0 مشاهدات
هل يسبب الإمساك ارتفاع نسبة السكر في الدم؟ ===========================================================================
العلاقة بين الجهاز الهضمي وسكر الدم
**المحتوى** مخفي
1 العلاقة بين الجهاز الهضمي وسكر الدم 1.1 دور الأمعاء في امتصاص الجلوكوز:
1.2 تأثير صحة الجهاز الهضمي على السكر التمثيل الغذائي:
1.3 العلاقة بين ميكروبيوم الأمعاء ومرض السكري:
1.4 أدوية وطرق جديدة للسيطرة على السمنة ومرض السكري:
2 هل يمكن أن يسبب الإمساك ارتفاع نسبة السكر في الدم؟
3 الآليات المحتملة لتأثير الإمساك على نسبة السكر في الدم
4 هل يمكن أن يؤدي تأخر الإفراز إلى زيادة امتصاص الجلوكوز؟
5 لماذا يعاني مرضى السكري من الإمساك أكثر؟
6 تأثير الإمساك على التحكم في نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري المرضى
7 التحديات تعايش هذين المرضين
يعد تنظيم مستوى السكر في الدم من أهم العمليات الفسيولوجية في الجسم وأي اضطراب في هذا المجال يمكن أن يؤدي إلى حدوث أمراض مثل مرض السكري من النوع الثاني. يعتقد الكثير من الناس أن البنكرياس والأنسولين فقط هم من يشاركون في هذه العملية، لكن الحقيقة هي أن الجهاز الهضمي، وخاصة الأمعاء، يلعب دورًا رئيسيًا في امتصاص السكر واستقلابه. ###
دور الأمعاء في امتصاص الجلوكوز:
يلعب الجهاز الهضمي، وخاصة الأمعاء الدقيقة، دوراً أساسياً في امتصاص الجلوكوز من الطعام. بعد هضم الكربوهيدرات، تمتص الخلايا المبطنة جزيئات الجلوكوز الموجودة في الأمعاء الدقيقة وتدخل مجرى الدم. وتتأثر سرعة وجودة هذا الامتصاص بعدة عوامل مثل نوع الطعام (مؤشره الجلايسيمي)، وكمية الألياف المستهلكة، وصحة الغشاء المخاطي المعوي، والوظيفة الحركية للجهاز الهضمي. يمكن أن تؤدي الاضطرابات مثل الإمساك أو متلازمة القولون العصبي أو الالتهابات المعوية إلى تعطيل هذه العملية وتؤدي إلى تقلبات نسبة السكر في الدم. لذلك، يلعب الأداء السليم للأمعاء دورًا رئيسيًا في منع الارتفاع أو الانخفاض غير المتوقع في نسبة السكر في الدم. ###
تأثير صحة الجهاز الهضمي على استقلاب السكر:
ولا تقتصر صحة الجهاز الهضمي على الوظيفة الميكانيكية لهضم الطعام وامتصاصه فحسب، بل تلعب أيضًا دورًا مباشرًا في تنظيم استقلاب السكر. إن هرمونات الإنكريتين التي تفرز من الخلايا المعوية - وخاصة GLP-1 وGIP - لها تأثير كبير على نسبة السكر في الدم. من خلال تحفيز إفراز الأنسولين وتقليل إفراز الجلوكاجون وإبطاء إفراغ المعدة، تسبب هذه الهرمونات تحكمًا أفضل في نسبة السكر في الدم وتخلق شعورًا بالشبع. في الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2، عادة ما تكون وظيفة هذه الهرمونات ضعيفة أو ضعيفة. كما أن الاضطرابات، مثل بطء حركات المعدة (خزل المعدة) أو الإمساك المزمن، تغير وقت وطريقة امتصاص الجلوكوز وتجعل من الصعب تنظيم مستويات السكر في الدم. ولذلك فإن صحة وظيفة الجهاز الهضمي لها تأثير مباشر وعميق على التحكم في استقلاب السكر. ###
علاقة الميكروبيوم المعوي بمرض السكري:
تم الاعتراف في السنوات الأخيرة بميكروبيوم الأمعاء - مجموعة مليارات البكتيريا المفيدة والكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في الأمعاء - كعامل مهم في الصحة الأيضية. وقد أظهرت العديد من الدراسات أن عدم التوازن في تكوين هذه الكائنات الحية الدقيقة (حالة تسمى ديسبيوسيس) يمكن أن يؤدي إلى زيادة نفاذية الأمعاء، والالتهابات المزمنة، وتعطيل استجابة الجسم للأنسولين. في مرضى السكري، عادة ما يكون التنوع الميكروبي أقل من الطبيعي ويقل وجود بعض البكتيريا المفيدة مثل *Akkermansia muciniphila*، التي تلعب دورًا في التحكم في نسبة السكر في الدم. ومن ناحية أخرى، قد تنتج بعض الأنواع البكتيرية الضارة سمومًا معينة تتداخل مع عمل الأنسولين. لهذا السبب، يمكن اعتبار تقوية ميكروبيوم الأمعاء من خلال النظام الغذائي واستهلاك البروبيوتيك والبريبايوتكس بمثابة استراتيجية فعالة للتحكم بشكل أفضل في نسبة السكر في الدم. ###
أدوية وطرق جديدة للسيطرة على السمنة والسكري:
في العقد الأخير، تبنت العلوم الطبية نهجا جديدا للسيطرة على مرض السكري والسمنة، والذي يركز على التأثير المباشر على الجهاز الهضمي وتنظيم هرمونات الأمعاء. أحد أنجح العلاجات في هذا المجال هو استخدام الأدوية المنشطة لـGLP-1 مثل سيماجلوتايد (أوزيمبيك، ويجوفي) وليراجلوتايد (فيكتوزا، ساكسيندا). من خلال محاكاة الوظيفة الطبيعية لهرمون GLP-1، تقلل هذه الأدوية الشهية، وتزيد إفراز الأنسولين، وتخفض نسبة السكر في الدم، وفي كثير من الحالات، تؤدي إلى فقدان الوزن بشكل ملحوظ. كما أن العمليات الجراحية الأيضية مثل تحويل مسار المعدة، بالإضافة إلى تقليل حجم المعدة، تغير التركيب الهرموني الهضمي بطريقة يمكن لمرضى السكري التحكم في نسبة السكر في الدم بدون دواء. من ناحية أخرى، يمكن أن يكون للبروبيوتيك والبريبايوتكس بهدف استعادة توازن ميكروبيوم الأمعاء آثار مفيدة في تنظيم نسبة السكر في الدم. كما أن الأدوية مثل مثبطات SGLT2 التي تزيد من إفراز الجلوكوز عن طريق البول أو مثبطات ألفا جلوكوزيداز التي تبطئ امتصاص الجلوكوز في الأمعاء، كلها جزء من علاجات الجهاز الهضمي المستهدفة في السيطرة على مرض السكري.
هل يمكن أن يسبب الإمساك ارتفاع نسبة السكر في الدم؟
من الأسئلة المهمة التي تشغل أذهان العديد من مرضى السكري أو الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي هي **هل يمكن أن يسبب الإمساك بشكل مباشر أو غير مباشر زيادة في نسبة السكر في الدم؟** للوهلة الأولى، قد لا يبدو أن هناك علاقة بين وظيفة الأمعاء ومستويات الجلوكوز في الدم، ولكن مع نظرة فاحصة على آليات الجسم والتفاعل المعقد بين الهضم والهرمونات والتمثيل الغذائي، يتضح أن هذه الفرضية يمكن أن يكون لها أساس علمي. على الرغم من أن الأبحاث المكثفة لا تزال جارية، فقد أظهرت الأدلة الأولية والدراسات السريرية أن الإمساك، خاصة إذا ترك مزمنًا دون علاج، يمكن أن يؤثر سلبًا على نسبة السكر في الدم.
الآليات المحتملة لتأثير الإمساك على نسبة السكر في الدم
الإمساك، باعتباره اضطرابًا في حركات الأمعاء الطبيعية، يمكن أن يؤثر على مستويات السكر في الدم عن طريق التسبب في تغييرات في امتصاص العناصر الغذائية، ووظيفة ميكروبيوم الأمعاء، ونظام الهرمونات الهضمية. إحدى الآليات المهمة هي الحد من حركة الأمعاء (الحركة). في حالة الإمساك، يتأخر مرور الطعام عبر الأمعاء ويمكن أن تزيد هذه المشكلة من مدة ملامسة الطعام لسطح الامتصاص في الأمعاء. ونتيجة لذلك، قد يزداد امتصاص الجلوكوز أو قد يتغير نمطه الزمني، مما قد يسبب تقلبات في مستويات السكر في الدم، خاصة عند الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني. من ناحية أخرى، يرتبط الإمساك المزمن أيضًا بالتغيرات في تكوين ميكروبيوم الأمعاء. يمكن أن تؤدي هذه التغييرات إلى زيادة الالتهابات المزمنة وتقليل حساسية الأنسولين وتعطيل عمل الهرمونات المعوية. على سبيل المثال، لوحظ انخفاض في البكتيريا التي تنتج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة (مثل الزبدات)، والتي تلعب دورًا في تنظيم نسبة السكر في الدم، لدى المرضى الذين يعانون من الإمساك. ويمكن لهذه العوامل أن تضع الجسم في حالة من "الإجهاد الأيضي" الذي يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم. أيضًا، في حالة الإمساك، تزداد إمكانية إعادة امتصاص المواد السامة أو المهضومة جزئيًا من جدار الأمعاء، مما قد يؤدي إلى تعطيل الاستجابات الالتهابية والهرمونية للجسم.
اقرأ المزيد ما هو مرض السكري؟
هل يمكن أن يؤدي تأخير الإفراز إلى زيادة امتصاص الجلوكوز؟
أحد الأسئلة الأساسية في دراسة العلاقة بين الإمساك وسكر الدم هو: هل يمكن أن يؤدي تأخر الإفراز إلى زيادة امتصاص الجلوكوز؟ تعتمد الإجابة على هذا السؤال على نوع الإمساك ودرجته والنظام الغذائي والحالة الصحية العامة للشخص. لكن من الناحية العلمية، عندما يبقى الطعام في الأمعاء لفترة أطول، خاصة في الأمعاء الدقيقة وبداية الأمعاء الغليظة، تكون هناك فرصة أكبر لامتصاص الجلوكوز والمواد المغذية الأخرى. وهذا يمكن أن يسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم لدى بعض الأشخاص، وخاصة أولئك الذين هم عرضة لمرض السكري. كما أن تأخر إفراغ الأمعاء قد يؤدي إلى تأثر بعض الأطعمة التي عادة ما يتم إخراجها بشكل أسرع بالإنزيمات الهاضمة وتحويلها إلى جلوكوز أو سكريات بسيطة بكفاءة أعلى. هذه المشكلة مهمة بشكل خاص عند تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات. من ناحية أخرى، قد يؤثر انخفاض حركات الأمعاء أيضًا على توقيت إفراز الأنسولين والهرمونات الأخرى المرتبطة بالجلوكوز. ببساطة، يتوقع الجسم دخول الجلوكوز إلى الدم في وقت معين، ولكن بسبب الإمساك يتغير هذا الوقت ولا يكون الجسم مستعدًا بما يكفي للتحكم في الجلوكوز.
لماذا يصاب مرضى السكر بالإمساك أكثر؟
يعد الإمساك من المشاكل الشائعة بين مرضى السكري، حيث تشير الدراسات إلى أن ما بين 20 إلى 60 بالمائة من مرضى السكري يعانون من درجة ما من اضطرابات الجهاز الهضمي، وخاصة الإمساك. ولكن لماذا يحدث هذا؟ أحد الأسباب الرئيسية هو تلف الأعصاب الناجم عن ارتفاع نسبة السكر في الدم (الاعتلال العصبي السكري). يؤدي تلف الأعصاب هذا، والذي يمكن أن يشمل الأعصاب التي تتحكم في حركات الجهاز الهضمي، إلى انخفاض في حركات الأمعاء الطبيعية (التمعج). ونتيجة لذلك، تتحرك النفايات ببطء عبر الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى الإمساك. كما أن انخفاض مستوى النشاط البدني، والأنظمة الغذائية الخاضعة للرقابة ولكن منخفضة الألياف، واستخدام الأدوية الخاصة بمرض السكري مثل الأدوية المثبطة لـ SGLT2 أو حتى الأنسولين، وكذلك انخفاض ماء الجسم بسبب الإفراط في إفراز البول (فرط البول السكري)، كلها عوامل يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الإمساك لدى مرضى السكري. وفي الحالات الأكثر تقدما، يكون بعض المرضى أقل ميلا إلى اتباع عادات الأكل الصحية والنشاط البدني بسبب مشاكل نفسية أو القلق المزمن أو الاكتئاب الناجم عن مرض السكري، مما يؤدي أيضا إلى تفاقم الإمساك.
تأثير الإمساك على التحكم في نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري
الإمساك ليس مجرد إزعاج جسدي مزعج فحسب، بل يمكن أن يواجه مرضى السكري تحديات خطيرة في عملية التحكم في نسبة السكر في الدم. عندما تتباطأ حركة الأمعاء، تتم إعادة جدولة امتصاص الجلوكوز من الطعام وزيادة في بعض الأحيان، مما يجعل من الصعب التنبؤ باستجابة الجسم للوجبات. على سبيل المثال، قد يتوقع المريض ارتفاع مستوى السكر في الدم مباشرة بعد تناول الوجبة ويتناول الأنسولين أو الدواء بناء على ذلك، ولكن مع تأخر امتصاص الجلوكوز، يرتفع مستوى السكر في الدم فجأة وفي وقت لاحق، ويصبح من الصعب تنظيمه بشكل دقيق. ومن ناحية أخرى، يمكن للإمساك أن يزيد من مستوى الالتهاب الداخلي ويقلل من حساسية الأنسولين. يمكن للتغيرات في ميكروبيوم الأمعاء، وهو أكثر شيوعًا لدى مرضى السكري المصابين بالإمساك، أن تقلل من إنتاج بعض المواد المضادة للالتهابات مثل الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة وتعطل استقلاب السكر. كما أنه إذا شعر المريض بالثقل أو الغثيان أو الانتفاخ بسبب الإمساك المزمن، فقد يؤخر أو يقلل من تناوله للطعام والأدوية وحتى الأنسولين، مما يؤدي بدوره إلى تقلبات شديدة في نسبة السكر في الدم.
تحديات تزامن هذين المرضين
وفي الوقت نفسه، يشكل مرض السكري والإمساك تحديات متعددة الطبقات للمريض. فمن ناحية يجب على المريض اتباع نظام غذائي يتحكم في نسبة السكر في الدم ويزيد من الألياف ويمنع الإمساك؛ في حين أن الأنظمة الغذائية الشائعة لمرضى السكري عادة ما تحد من استهلاك الخبز الأبيض أو الأرز أو نسبة السكر العالية أو الفواكه الغنية بالألياف. ومن ناحية أخرى، فإن العلاجات الشائعة للإمساك، مثل الملينات أو الألياف غير القابلة للذوبان، قد لا تكون مناسبة لمريض السكري أو تسبب الانتفاخ وتقلبات نسبة السكر في الدم. بالإضافة إلى ذلك، تتطلب السيطرة المتزامنة على مرضين تنسيقًا أكثر تعقيدًا بين الأدوية والغذاء والسلوك. قد يضطر المريض إلى تناول المزيد من الأدوية، مما يزيد من احتمالية التفاعلات الدوائية، وانخفاض الامتثال، والتعب العقلي. كما أن وجود أعراض الإمساك غير المريحة مثل آلام البطن أو فقدان الشهية أو الغثيان يمكن أن يقلل من دافع المريض لاتباع نظام غذائي منتظم وخطة دوائية. وفي الحالات الحادة، قد يؤدي الإمساك المزمن إلى مضاعفات مثل انسداد الأمعاء، أو البواسير، أو حتى نقص السكر في الدم بسبب تأخر امتصاص الطعام. ولهذا السبب، ينبغي النظر في السيطرة على الإمساك لدى مرضى السكري ليس فقط من أجل راحة المريض، ولكن أيضًا كجزء مهم من الإدارة الشاملة لمرض السكري. يمكن أن يساعد التعاون الوثيق بين الطبيب وأخصائي التغذية والمريض في تقليل هذه التحديات. إذا كان الشخص يعاني من الإمساك المزمن، خاصة إذا كان مصحوبا بأعراض خطيرة أو تقلبات في نسبة السكر في الدم، فيجب عدم تجاهل الحالة. إن زيارة الطبيب لإجراء فحوصات متخصصة ومعرفة السبب الدقيق لهذه المشكلة هي أفضل طريقة لمنع حدوث مضاعفات أكثر خطورة. يمكن أن يلعب التشخيص في الوقت المناسب دورًا كبيرًا في السيطرة على مرض السكري وصحة الأمعاء وتحسين نوعية الحياة. **للحصول على زيارة (عبر الإنترنت أو شخصيًا) مع الدكتور يزدان باناه، املأ النموذج أدناه**