11 نوفمبر 1404 بقلم د. ليلى يزدانبانه 0 مشاهدات
مشاكل المسالك البولية في مرضى السكر وتأثيره على البروستاتا
=========================================================================================================
يعد مرض السكري أحد أكثر الأمراض الاستقلابية شيوعًا في العالم، وله تأثيرات واسعة النطاق على صحة أجهزة الجسم المختلفة. ومن المجالات التي حظيت باهتمام أقل هو تأثير مرض السكري على الجهاز البولي وصحة البروستاتا. يمكن أن تؤدي زيادة مستويات الجلوكوز في الدم والاعتلال العصبي السكري والتغيرات الهرمونية الناجمة عن مرض السكري إلى مشاكل بولية مختلفة مثل كثرة التبول وسلس البول والاحتباس والالتهابات المتكررة.
**المحتوى** مخفي
1 مشاكل المسالك البولية الشائعة لدى مرضى السكري 1.1 تكرار التبول والتبول أثناء الليل:
1.2 البول سلس البول:
1.3 مشاكل احتباس البول وإفراغ المثانة:
1.4 التهابات المسالك البولية المتكررة:
2 مرض السكري واتصال البروستاتا 2.1 التغيرات الهرمونية بسبب مرض السكري وتضخم البروستاتا
2.2 تأثير مقاومة الأنسولين على تضخم البروستاتا الحميد (BPH)
2.3 دور مرض السكري في زيادة التهاب البروستاتا
3 تأثير مشاكل البول السكري على صحة البروستاتا 3.1 1-ضغط البول المزمن وتلف البروستاتا:
3.2 2-العلاقة بين التهابات المسالك البولية والتهاب البروستاتا:
3.3 3-تأثير أدوية السكري على صحة البروستاتا وظيفة البروستاتا:
4 إدارة وعلاج مشاكل المسالك البولية والبروستاتا لدى مرضى السكري 4.1 التحكم في نسبة السكر في الدم وتعديل نمط الحياة:
4.2 العلاج الدوائي لمشاكل المسالك البولية:
4.3 العلاج الجراحي في الحالات المتقدمة:
4.4 الوقاية من الالتهابات والتهاب البروستاتا:
4.5 مرض السكري ومشاكل المسالك البولية وصحة البروستاتا، دورة التأثير المتبادل
لا تؤثر هذه المشاكل البولية على نوعية حياة المرضى فحسب، بل يمكن أن توفر أيضًا الأساس لتضخم البروستاتا والتهاب البروستاتا عن طريق خلق ضغط مزمن والتهاب وخلل في البروستاتا. وقد أظهرت الدراسات أن العلاقة بين مرض السكري ومشاكل البروستاتا معقدة ومتعددة الأبعاد وتتطلب اهتماما خاصا من الأطباء والمرضى. مشاكل المسالك البولية الشائعة لدى مرضى السكري
يتعرض مرضى السكري لمجموعة واسعة من المشاكل البولية بسبب التغيرات الأيضية وتلف الأعصاب والاضطرابات الهرمونية. هذه المشاكل يمكن أن تقلل بشدة من نوعية الحياة، وفي بعض الحالات تؤدي إلى مضاعفات شديدة في الكلى والبروستاتا. ومن أهم هذه الاضطرابات كثرة التبول والتبول أثناء الليل، وسلس البول، واحتباس البول، والتهابات المسالك البولية المتكررة، والتي سنناقشها بالتفصيل أدناه. ###
تكرار التبول والتبول أثناء الليل:
يعد تكرار البول أحد أكثر المشكلات شيوعًا لدى مرضى السكري وغالبًا ما يظهر في مرض السكري من النوع الأول والثاني. السبب الرئيسي له هو زيادة مستوى السكر في الدم، مما يسبب "إدرار البول الأسموزي"؛ وهذا يعني أنه بسبب وجود الجلوكوز الزائد في الدم، تقوم الكلى بطرد المزيد من الماء من الجسم لتنظيم مستوى السكر في الدم. يشير التبول الليلي إلى كثرة التبول أثناء الليل وعادةً ما يكون سببه اضطراب في **قدرة المثانة على تخزين البول** أو **الاعتلال العصبي السكري**. يتسبب الاعتلال العصبي في عدم نقل الرسائل العصبية بين المثانة والدماغ بشكل صحيح وعدم إفراغ كمية البول المخزنة ليلاً بشكل كامل. ولا تؤدي هذه المشكلة إلى تعطيل نوعية نوم المريض فحسب، بل يمكن أن تسبب أيضًا التعب المزمن، وتزيد من خطر السقوط لدى كبار السن، وتسبب مشاكل نفسية مثل القلق والاكتئاب. ###
سلس البول:
سلس البول، أو عدم القدرة على التحكم في البول، شائع جدًا عند مرضى السكري وله عدة أنواع:
- **سلس البول الإجهادي**: تسرب البول أثناء السعال أو العطس أو ممارسة نشاط بدني مكثف. سلس البول العاجل: حاجة مفاجئة ومكثفة للتبول يصعب السيطرة عليها. - **السلس المركب**: مزيج من النوعين المذكورين أعلاه. السبب الرئيسي لسلس البول في مرض السكري هو اعتلال المثانة السكري وضعف عضلات قاع الحوض. ويتسبب الاعتلال العصبي في انخفاض الإحساس بامتلاء المثانة وتأخر إرسال الإشارات إلى الدماغ، ونتيجة لذلك لا يستطيع الشخص التحكم في التبول في الوقت المناسب. كما أن مشاكل التمثيل الغذائي والالتهابات المتكررة يمكن أن تؤدي إلى تفاقم هذه الحالة. بالإضافة إلى التأثيرات الجسدية، فإن لسلس البول تأثيرات نفسية واجتماعية كبيرة؛ قد ينسحب المرضى من أنشطتهم اليومية والاجتماعية وقد تنخفض ثقتهم بأنفسهم. ###
مشاكل احتباس البول وإفراغ المثانة:
احتباس البول يعني عدم القدرة على إفراغ المثانة بشكل كامل، وهو ما يحدث غالبًا عند مرضى السكري بسبب الاعتلال العصبي اللاإرادي وتلف أعصاب المثانة. عندما تتعطل الإشارات العصبية بين المثانة والحبل الشوكي، لا تتمكن عضلات المثانة من الانقباض بشكل صحيح ويتم إفراغ البول بشكل غير كامل. يمكن أن تؤدي هذه المشكلة إلى:
- زيادة الضغط داخل المثانة
- عودة البول إلى الحالب والكليتين (الارتجاع المثاني الحالبي)
- زيادة خطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية وتلف الكلى
تشمل أعراض هذه الحالة الشعور بامتلاء المثانة حتى بعد إفراغها، وضعف تدفق البول وتقطيره، وفي الحالات الشديدة آلام في البطن والكلى. ###
التهابات المسالك البولية المتكررة:
مرضى السكري معرضون للإصابة بالتهابات المسالك البولية المتكررة. السبب الرئيسي هو زيادة نسبة السكر في البول مما يوفر بيئة مناسبة لنمو البكتيريا. كما أن **ضعف الجهاز المناعي بسبب مرض السكري** ومشاكل إفراغ المثانة تجعل العدوى أسهل في التطور وتدوم لفترة أطول. يمكن أن تؤدي عدوى المسالك البولية أيضًا إلى زيادة مستويات السكر في الدم، مما يخلق حلقة مفرغة. في الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدي التهاب المسالك البولية إلى **التهاب الحويضة والكلية (عدوى الكلى)** وتلف الكلى الدائم. تشمل الأعراض الشائعة لالتهاب المسالك البولية لدى مرضى السكري ما يلي:
- حرقان وألم عند التبول
- تكرار البول والإلحاح
- البول غائم أو به دم
- حمى وضيق عام في الحالات المتقدمة
تشمل الوقاية والعلاج المناسب للعدوى التحكم الدقيق في نسبة السكر في الدم، والترطيب الكافي، واستخدام المضادات الحيوية المستهدفة إذا لزم الأمر. المشاكل البولية لدى مرضى السكري عادة ما تكون متعددة ومتزامنة وتؤثر على نوعية الحياة وصحة الكلى والبروستاتا. يمكن للتشخيص المبكر والإدارة الدقيقة لسكر الدم وإجراء فحوصات المسالك البولية المنتظمة أن تمنع تطور المضاعفات.
العلاقة بين مرض السكري والبروستاتا
بالإضافة إلى التأثيرات الجهازية، فإن لمرض السكري تأثيرات كبيرة على صحة البروستاتا. البروستاتا هي غدة صغيرة في الجهاز التناسلي الذكري تلعب دورًا رئيسيًا في إنتاج السائل المنوي ووظيفة البول. يمكن أن تؤثر التغيرات الأيضية والهرمونية والالتهابية الناجمة عن مرض السكري على وظيفة البروستاتا وبنيتها وتزيد من خطر حدوث مشاكل مثل **تضخم البروستاتا الحميد (BPH)** و **التهاب البروستاتا المزمن**. ###
التغيرات الهرمونية الناتجة عن مرض السكري وتضخم البروستاتا
أحد العوامل الرئيسية في العلاقة بين مرض السكري والبروستاتا هو التغيرات الهرمونية. غالبًا ما يرتبط مرض السكري من النوع الثاني بـ **زيادة مستويات الأنسولين ومقاومة الأنسولين** ويمكن أن يعطل توازن الهرمونات الجنسية مثل هرمون التستوستيرون والديهدروتستوسترون (DHT). - **الأنسولين وIGF-1:** تؤدي زيادة الأنسولين في الدم إلى زيادة عامل النمو الشبيه بالأنسولين (IGF-1)، والذي يؤثر بشكل مباشر على نمو خلايا البروستاتا ويمكن أن يؤدي إلى تضخم البروستاتا. - **اضطرابات هرمون التستوستيرون:** يمكن أن يؤدي مرض السكري إلى انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون الحر، مما يخل بالتوازن الهرموني ويسبب تغيرات هيكلية في البروستاتا. - **زيادة حساسية البروستاتا تجاه DHT:** التغيرات الهرمونية الناجمة عن مرض السكري تزيد من النشاط الذكورة في البروستاتا، ونتيجة لذلك يتم تسهيل نمو الخلايا غير السرطانية أو تضخم البروستاتا الحميد. تفسر هذه التغيرات الهرمونية سبب كون مرضى السكري أكثر عرضة للإصابة بتضخم البروستاتا الحميد وتفاقم مشاكلهم البولية مع تقدم العمر. ###
تأثير مقاومة الأنسولين على تضخم البروستاتا الحميد
تعد مقاومة الأنسولين إحدى السمات الرئيسية لمرض السكري من النوع 2 وتلعب دورًا مهمًا في تطور تضخم البروستاتا الحميد. وتشمل الآليات الرئيسية ما يلي:
- **زيادة إنتاج عوامل النمو:** تحفز مقاومة الأنسولين مسارات نمو الخلايا في أنسجة البروستاتا، وخاصة المسارات المرتبطة بـ IGF-1 وMAPK، والتي تسبب تكاثر خلايا البروستاتا. - **الالتهاب المزمن:** ترتبط مقاومة الأنسولين بزيادة مستويات السيتوكينات الالتهابية، والتي يمكن أن تحفز نمو البروستاتا وتؤدي إلى تضخم البروستاتا الحميد. - تغيرات في استقلاب الدهون والجلوكوز في خلايا البروستاتا: تعطل هذه التغييرات الطاقة الخلوية والمسارات الأيضية ويمكن أن تؤدي إلى تكثيف تكاثر الخلايا غير الطبيعي. أظهرت الدراسات أن مرضى السكري المقاومين للأنسولين هم أكثر عرضة للإصابة بتضخم البروستاتا الحميد والأعراض البولية المرتبطة به، بما في ذلك تكرار التبول، والإلحاح البولي، وضعف تدفق البول. ###
دور مرض السكري في زيادة التهاب البروستاتا
مرض السكري هو حالة التهابية مزمنة، ويمكن أن ينتقل الالتهاب الجهازي الناجم عن ارتفاع نسبة السكر في الدم إلى أنسجة البروستاتا. تشمل التأثيرات الالتهابية لمرض السكري على البروستاتا ما يلي:
- **زيادة السيتوكينات الالتهابية:** تزيد نسبة TNF-α وIL-6 وغيرها من السيتوكينات لدى مرضى السكري وتحفز خلايا البروستاتا وتسبب الالتهاب المزمن. - **زيادة الإجهاد التأكسدي:** يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم إلى إنتاج الجذور الحرة والأضرار التأكسدية في خلايا البروستاتا، مما يزيد من حدة العملية الالتهابية. - **تفاقم الالتهابات والتهاب البروستاتا المزمن:** يؤدي الاعتلال العصبي واضطرابات إفراغ المثانة إلى انتشار التهابات المسالك البولية إلى البروستاتا وتسبب التهابًا مزمنًا. بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بتضخم البروستاتا الحميد، يمكن أن يساهم التهاب البروستاتا المزمن في مشاكل المسالك البولية وحتى العجز الجنسي. لمرض السكري تأثير مباشر على البروستاتا من خلال التغيرات الهرمونية ومقاومة الأنسولين والالتهاب المزمن. يمكن أن تؤدي هذه العلاقة إلى تضخم البروستاتا وزيادة الأعراض البولية وحتى مشاكل التهاب البروستاتا المزمن. يلعب التشخيص المبكر والتحكم الدقيق في نسبة السكر في الدم وتقليل الالتهاب وإدارة الهرمونات دورًا رئيسيًا في الوقاية من مضاعفات البروستاتا لدى مرضى السكري.
اقرأ المزيد تأثير أدوية السكري على الوزن
تأثير مشاكل المسالك البولية على صحة البروستاتا
المشاكل البولية لدى مرضى السكري لا تقلل من نوعية الحياة فحسب، بل يمكن أن يكون لها أيضًا آثار مباشرة ومدمرة على البروستاتا. يمكن أن يؤثر ضغط البول المزمن والالتهابات المتكررة وحتى الأدوية المستخدمة للسيطرة على مرض السكري على بنية البروستاتا ووظيفتها وتزيد من خطر الإصابة بالتهاب البروستاتا وتضخم البروستاتا الحميد واضطرابات المسالك البولية الأخرى. ###
1-ضغط البول المزمن وتلف البروستاتا:
يؤدي احتباس البول وعودته المزمنة إلى زيادة الضغط داخل المثانة والإحليل. يمكن أن ينتقل هذا الضغط المزمن إلى أنسجة البروستاتا ويسبب تغيرات هيكلية وفسيولوجية:
- **تضخم خلايا البروستاتا:** الضغط المستمر على البروستاتا يمكن أن يحفز نمو الخلايا ويزيد من سماكة أنسجة البروستاتا، مما يؤدي في النهاية إلى تضخم البروستاتا الحميد أو اضطراب تدفق البول. - **انخفاض مرونة البروستاتا:** الضغط المستمر قد يسبب تليف أو تصلب أنسجة البروستاتا، مما يجعل التبول أكثر صعوبة ويزيد من خطر العدوى والالتهابات. - **تفاقم الأعراض البولية:** الضغط المزمن يسبب ضعف تدفق البول والشعور بعدم اكتمال الإفراغ وكثرة التبول، مما يزيد من حدة دورة الضغط هذه والضرر. تشرح هذه الآلية سبب كون مرضى السكري الذين يعانون من مشاكل في إفراغ المثانة أكثر عرضة لتضخم البروستاتا وأعراض المسالك البولية السفلية. ###
2-العلاقة بين التهابات المسالك البولية والتهاب البروستاتا:
تعد التهابات المسالك البولية المتكررة (UTIs) واحدة من أكثر مضاعفات مرض السكري شيوعًا ويمكن أن تهدد صحة البروستاتا بشكل مباشر:
- **نقل العدوى إلى البروستاتا:** يمكن أن تدخل البكتيريا من المثانة أو مجرى البول إلى البروستاتا وتسبب التهاب البروستاتا الحاد أو المزمن. - **زيادة التهاب البروستاتا:** في كل مرة تتعرض فيها البروستاتا للعدوى، يزداد الالتهاب ويمكن أن يؤدي على المدى الطويل إلى تغيير أنسجة البروستاتا وإزعاج وظيفتها الطبيعية. - **تفاقم الأعراض البولية وآلام الحوض:** يسبب التهاب البروستاتا المزمن كثرة التبول والإلحاح البولي وضعف التدفق وألم أو ضغط في الحوض والمثانة. أظهرت الدراسات أن مرضى السكري الذين يعانون من عدوى المسالك البولية المتكررة هم أكثر عرضة للإصابة بالتهاب البروستاتا المزمن، لأن السكر في البول يخلق بيئة مواتية لتكاثر البكتيريا وضعف الجهاز المناعي يمنع السيطرة الفعالة على العدوى. ###
3-تأثير أدوية السكري على وظيفة البروستاتا:
يمكن أن يكون لأدوية مرض السكري تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على صحة البروستاتا:
- **مثبطات SGLT2 (مثل إمباجليفلوزين):** تزيد من طرح الجلوكوز عن طريق البول. هذه الزيادة في السكر في البول يمكن أن توفر بيئة لنمو البكتيريا وتزيد من خطر الإصابة بالتهاب المسالك البولية وبالتالي التهاب البروستاتا. - **تأثير أدوية الأنسولين والأدوية الفموية:** يمكن لبعض الأدوية أن تؤثر بشكل غير مباشر على نمو البروستاتا وحساسيتها للهرمونات عن طريق تغيير مستوى الأنسولين والجلوكوز في الدم. - **الأدوية المشتركة للتحكم في ضغط الدم والسكري:** يستخدم بعض المرضى حاصرات بيتا أو الأدوية الخافضة للضغط للسيطرة على ضغط الدم أو مرض السكري، مما قد يؤثر على إفراز البول وتدفق البول من البروستاتا. لذلك يجب أن تتم إدارة الدواء لمرضى السكري وفقًا لصحة البروستاتا، ويجب على الطبيب الموازنة بين التحكم في نسبة السكر في الدم والوقاية من المضاعفات البولية. إدارة وعلاج مشاكل المسالك البولية والبروستاتا لدى مرضى السكري
تعد إدارة مشاكل المسالك البولية والبروستاتا لدى مرضى السكري نهجًا متعدد الأوجه ومجمعًا يشمل التحكم في نسبة السكر في الدم، وتعديل نمط الحياة، والعلاج الدوائي، والتدخلات الجراحية، والوقاية من العدوى والالتهابات. تم تصميم هذه الاستراتيجيات لتقليل الأعراض، ومنع المضاعفات طويلة المدى، والحفاظ على نوعية الحياة. ###
التحكم في نسبة السكر في الدم وتعديل نمط الحياة:
يعد التحكم الدقيق في مستويات الجلوكوز في الدم هو الدعامة الأساسية لإدارة مشاكل المسالك البولية لدى مرضى السكري. يزيد ارتفاع نسبة السكر في الدم من التهابات المسالك البولية، ويهيج البكتيريا، ويسبب الاعتلال العصبي، وكلها يمكن أن تؤدي إلى تفاقم مشاكل المثانة والبروستاتا. - **التحكم في الجلوكوز:** يعد القياس المنتظم لسكر الدم واستخدام الأدوية المناسبة ومراقبة نسبة HbA1c أمرًا ضروريًا لتقليل خطر كثرة التبول واحتباسه والعدوى. - **تعديل نمط الحياة:**
- استهلاك الماء المناسب لتقليل تركيز البول وتقليل خطر الإصابة بالعدوى. تجنب الكافيين والكحول التي تهيج المثانة. - ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لتحسين تدفق الدم وتقليل مقاومة الأنسولين. - تمارين قاع الحوض (كيجل) لتقوية عضلات المثانة وتقليل سلس البول. - **إنقاص الوزن واتباع نظام غذائي صحي:** التحكم في الوزن واتباع نظام غذائي منخفض السكر والدهون يمكن أن يقلل من مقاومة الأنسولين والأعراض البولية. ###
العلاج الدوائي لمشاكل المسالك البولية:
في الحالات التي لا يكون فيها تعديل نمط الحياة كافيًا، يساعد العلاج الدوائي على تقليل الأعراض. تشمل الأدوية الشائعة ما يلي:
- **حاصرات ألفا:** تعمل الأدوية مثل تامسولوسين والفوجيل على إرخاء عضلات البروستاتا وعنق المثانة وتحسين تدفق البول. أدوية المثانة: بما في ذلك الناهضات المسكارينية أو المضادات التي تستخدم لعلاج سلس البول الإلحاحي أو تقليل تكرار البول. توصف الأدوية المضادة للالتهابات والمضادات الحيوية لعلاج التهاب البروستاتا والوقاية من التهابات البروستاتا المزمنة. - **العلاج الهرموني (في حالات معينة):** إذا كان تضخم البروستاتا ناتجًا عن تغيرات هرمونية، فيمكن أن تساعد الأدوية مثل حاصرات إنزيم 5-alpha reductase في تقليل حجم البروستاتا. يجب أن يتم وصف الأدوية وفقًا للحالة الصحية العامة للمريض، ومشاكل القلب وضغط الدم، والتفاعلات الدوائية. ###
العلاج الجراحي في الحالات المتقدمة:
في الحالات الشديدة حيث يكون العلاج الطبي غير كاف أو يكون هناك انسداد شديد في المسالك البولية، قد تكون التدخلات الجراحية ضرورية:
- جر البروستاتا بطريقة TURP (استئصال البروستاتا عبر الإحليل): إزالة أجزاء البروستاتا التي تسببت في الانسداد. - **جراحة طفيفة التوغل:** بما في ذلك طرق الليزر أو التنظير الداخلي لتقليل حجم البروستاتا وتحسين تدفق البول. - **القسطرة أو طرق التصريف المؤقت:** في حالات احتباس البول الشديد لمنع تلف الكلى والتهابها. يوصى عادةً بالجراحة للمرضى الذين يعانون من سلس البول الشديد أو الاحتباس المزمن أو مضاعفات الكلى. ###
الوقاية من التهابات والتهابات البروستاتا:
تلعب الوقاية دورًا مهمًا في تقليل المضاعفات طويلة المدى:
- **ضبط نسبة السكر في الدم:** خفض مستوى الجلوكوز في البول وتوفير بيئة مناسبة لنمو البكتيريا. - **الترطيب المناسب:** زيادة استهلاك الماء لغسل المثانة وتقليل تركيز البكتيريا. - **النظافة البولية والجنسية:** الالتزام بالنظافة الشخصية لمنع دخول البكتيريا إلى المسالك البولية والبروستاتا. - **المضادات الحيوية الوقائية (في حالات خاصة):** توصف للمرضى الذين يعانون من التهابات متكررة أو التهاب البروستاتا المزمن. - **السيطرة على عوامل الخطر الأخرى:** مثل الإقلاع عن التدخين وعلاج السمنة، مما يقلل من خطر الالتهابات وتضخم البروستاتا الحميد. يمكن لهذه الإجراءات الوقائية إيقاف دورة التبول المتكرر واحتباسه والعدوى والحفاظ على صحة البروستاتا لدى مرضى السكري. تتطلب إدارة مشاكل المسالك البولية والبروستاتا لدى مرضى السكري اتباع نهج متعدد الأوجه. السيطرة على نسبة السكر في الدم، وتعديل نمط الحياة، والعلاج الدوائي، والتدخلات الجراحية والوقاية من الالتهابات كلها مكملة لبعضها البعض. يمكن لخطة العلاج الفردية والمراقبة المستمرة أن تحسن بشكل كبير مضاعفات البروستاتا ومشاكل المسالك البولية ونوعية حياة المريض. ###
مرض السكري ومشاكل المسالك البولية وصحة البروستاتا، دورة التأثير المتبادل
المشاكل البولية لدى مرضى السكري، بما في ذلك تكرار البول، وسلس البول، واحتباس البول، والالتهابات المتكررة، لا تقلل من نوعية الحياة فحسب، بل تؤثر أيضًا بشكل مباشر على صحة البروستاتا. من خلال التسبب في التغيرات الهرمونية ومقاومة الأنسولين والالتهابات المزمنة، يحفز مرض السكري نمو البروستاتا ويزيد من خطر تضخم البروستاتا الحميد (BPH) والتهاب البروستاتا المزمن. يؤدي ضغط البول المزمن، والالتهابات المتكررة، وحتى تأثيرات عقاقير مرض السكري إلى خلق دورة يمكن أن تؤدي إلى تلف هيكلي ووظيفي للبروستاتا. لذلك، من الضروري إجراء إدارة شاملة بما في ذلك التحكم الدقيق في نسبة السكر في الدم، وتعديل نمط الحياة، والعلاج الدوائي المستهدف، والتدخلات الجراحية في الحالات المتقدمة والوقاية من العدوى والالتهابات. إن الاكتشاف المبكر لمشاكل المسالك البولية والمراقبة المنتظمة للبروستاتا والعلاج متعدد الأوجه يمكن أن يكسر هذه الحلقة المفرغة ويحسن صحة المسالك البولية والبروستاتا لدى مرضى السكري. باختصار، الاهتمام المتزامن بمرض السكري وصحة البروستاتا هو المفتاح لتقليل المضاعفات وتحسين نوعية حياة هؤلاء المرضى. **للحصول على زيارة (عبر الإنترنت أو شخصيًا) مع الدكتور يزدان باناه، املأ النموذج أدناه**