مرض السكري والسكري
==============
يعد مرض السكري والاكتئاب من أكثر الأمراض شيوعًا في هذا القرن ويعاني منهما ملايين الأشخاص حول العالم. مرض السكري هو اضطراب أيضي يجعل التحكم في نسبة السكر في الدم أمرًا صعبًا ويتطلب رعاية مستمرة ودقيقة؛ في حين أن الاكتئاب مرض نفسي عميق يضعف دافعية الإنسان وطاقته وأمله. وعندما يحدث هذين المرضين في نفس الوقت، تتضاعف تأثيرات كل منهما على الآخر وتزيد حالة المريض تعقيدًا.
**المحتوى** مخفي
1 لماذا يكون مرضى السكري أكثر عرضة للاكتئاب؟
2 دور التوتر والقلق في إدارة مرض السكري
3 تأثير الاكتئاب على نسبة السكر في الدم التحكم
4 العلامات التحذيرية لدى مرضى السكري والاكتئاب 4.1 العلامات السلوكية والعاطفية
4.2 التغيرات في الشهية والوزن
4.3 التغيرات في الشهية النوم
4.4 انخفاض الدافع للرعاية الصحية
5 عواقب الاكتئاب لدى مرضى السكري 5.1 زيادة نسبة السكر في الدم وصعوبة السيطرة على المرض
5.2 من أخطر عواقب الاكتئاب لدى مرضى السكري ارتفاع خطر الإصابة بمضاعفات القلب والأوعية الدموية
5.3 انخفاض جودة الحياة ومتوسط العمر المتوقع
6 طرق العلاج المتزامن وإدارة الاكتئاب والقلق مرض السكري 6.1 1. العلاجات الدوائية (مضادات الاكتئاب ومكافحة مرض السكري)
6.2 2. العلاجات غير الدوائية (العلاج النفسي، الاستشارة، مجموعات الدعم)
6.3 3. نمط الحياة الصحي (التغذية، ممارسة الرياضة، النوم الكافي)
6.4 جسر بين الجسم والعقل؛ مفتاح التغلب على الاكتئاب والسكري
لماذا يكون مرضى السكري أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب؟
العلاقة بين مرض السكري والاكتئاب ثنائية الاتجاه: الإصابة بمرض السكري تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب، وعلى العكس من ذلك، فإن وجود تاريخ من الاكتئاب يزيد من احتمالية الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. وقد أظهرت العديد من المراجعات المنهجية والدراسات الكبيرة أن هذا التداخل ليس مجرد صدفة؛ بل يمكن رؤية الأنماط السببية في كلا الاتجاهين. فمن ناحية، فإن التعايش مع مرض مزمن، والزيارات المتكررة، والمراقبة المستمرة للسكر، والقيود الغذائية، والقلق بشأن الآثار الجانبية، يمكن أن يؤدي إلى الإرهاق النفسي والاكتئاب. من ناحية أخرى، فإن الاكتئاب مع التغيرات الفسيولوجية والسلوكية (قلة الحركة والإفراط في تناول الطعام والتدخين واضطرابات النوم) يوفر الأساس لمقاومة الأنسولين وزيادة السكر. تم وصف هذه الصورة ذات الوجهين بوضوح في المراجعات العلمية والمقالات المرجعية. من الناحية البيولوجية، يشارك محور الغدة النخامية والكظرية (HPA) والجهاز الودي في كلا الاضطرابين. التوتر المزمن والاكتئاب يزيدان من هرمون الكورتيزول والكاتيكولامينات. تعمل هذه الهرمونات على زيادة إنتاج الجلوكوز الكبدي، وتقليل حساسية الأنسولين، وتنشيط المسارات الالتهابية. يعد الالتهاب الجهازي الخفيف إلى المتوسط (السيتوكينات مثل IL-6 وTNF-α) شائعًا أيضًا في كل من الاكتئاب والسكري، مما يغذي الحلقة المفرغة من اضطراب مقاومة الأنسولين والمزاج. والنتيجة هي أن الشخص المصاب بالسكري يتعرض لضغوط بيولوجية ونفسية في نفس الوقت، مما يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب. دور التوتر والقلق في علاج مرض السكري
التوتر والقلق من كلا المسارين الفسيولوجي والسلوكي يجعل من الصعب السيطرة على نسبة السكر في الدم. تفعيل الاستجابة للضغط النفسي يزيد من إفراز هرموني الأدرينالين والكورتيزول؛ ويرتبط هذا الوضع بزيادة تكوين السكر في الكبد، وتثبيط إفراز الأنسولين وزيادة إفراز الجلوكاجون. ولذلك فإن نسبة السكر في الدم تميل إلى الارتفاع. إذا تكررت هذه الدورة بشكل مزمن، تستقر مقاومة الأنسولين وتزداد تقلبات السكر في الدم. على المستوى السلوكي، يمكن للقلق أن يقوض الالتزام بالرعاية: مراقبة الجلوكوز أقل تواترا، وتأخير الحقن أو الأدوية، وتحول الخيارات الغذائية نحو "الأطعمة المكافئة" (عالية السعرات الحرارية والحلوة)، واضطراب النوم، وانخفاض النشاط البدني. بالإضافة إلى ذلك، هناك مفهوم يسمى "الإجهاد العاطفي الناتج عن التعايش مع مرض السكري" والذي، إذا ترك دون علاج، يرتبط بانخفاض نسبة السكر في الدم وزيادة نسبة HbA1c. تؤكد المبادئ التوجيهية السريرية الجديدة أيضًا على أن الحد من التوتر، والدعم النفسي، وتسهيل السلوكيات الصحية (ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والنوم الكافي، والتغذية المستقرة) هي أجزاء لا يتجزأ من الرعاية القياسية لمرض السكري.
تأثير الاكتئاب على التحكم في نسبة السكر في الدم
يرتبط الاكتئاب عادةً بنقص الحافز، والإرهاق، والبطء الحركي النفسي، واليأس، وهي عوامل تؤثر بشكل مباشر على الرعاية الذاتية لمرض السكري. تشير الأدلة إلى أن مرضى السكري المصابين بالاكتئاب يفوتون المزيد من جرعات الأدوية، ويقللون من وتيرة مراقبة السكر، ويتابعون المواعيد الطبية بشكل أقل، ويكون لديهم أنماط نوم وتناول طعام غير منتظمة؛ النتيجة المعتادة لهذه السلوكيات هي زيادة متوسط نسبة الجلوكوز (HbA1c)، وزيادة التقلبات في نسبة الجلوكوز، وعلى المدى الطويل، زيادة خطر حدوث مضاعفات الأوعية الدموية الدقيقة/الكبيرة. ولهذا السبب، توصي المعايير المحدثة لرعاية مرض السكري بإجراء فحص الاكتئاب (باستخدام أدوات صالحة) من الزيارات الأولية، وإذا لزم الأمر، يجب بدء العلاج النفسي / الدوائي جنبًا إلى جنب مع العلاج الأيضي. شيء آخر يجب أخذه بعين الاعتبار هو التفاعلات الدوائية: بعض مضادات الاكتئاب يمكن أن تغير الشهية أو الوزن وتؤثر بشكل غير مباشر على نسبة السكر في الدم. لذلك، يعد التنسيق الوثيق بين طبيب مرض السكري والطبيب النفسي/الطبيب النفسي أمرًا مهمًا لاختيار العلاجات ذات التأثيرات الأيضية الأقل ضررًا. بالإضافة إلى الأدوية، يمكن للعلاجات النفسية المنظمة (مثل العلاج السلوكي المعرفي) وتدخلات نمط الحياة - عند تقديمها كجزء من برنامج متكامل لمرض السكري - أن تحسن المزاج والالتزام بعلاج مرض السكري، مما يؤدي في النهاية إلى استقرار السيطرة على نسبة السكر في الدم. وقد أكدت المبادئ التوجيهية لعام 2025 أيضًا على التقييم المنتظم للمجالات الطبية والنفسية والدعم متعدد التخصصات. العلامات التحذيرية لدى مرضى السكري والاكتئاب
يتم في هذا القسم فحص الأعراض الشائعة لدى الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري والاكتئاب في نفس الوقت. لاحظ أن العديد من هذه الأعراض تتداخل مع أعراض مرض السكري أو تقلبات السكر، لذا فإن الملاحظة الدقيقة والعلاج السريع يمكن أن يمنع تفاقم المشكلة. ###
العلامات السلوكية والعاطفية
عادة ما يظهر الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب في نفس الوقت الذي يعانون فيه من مرض السكري تغيرات ملحوظة في سلوكهم وعواطفهم. أحد الأعراض الأكثر وضوحًا هو الشعور المستمر بالحزن واليأس الذي يستمر دون اتصال مباشر بأحداث الحياة اليومية. ربما لم يعد لدى هؤلاء الأشخاص أي اهتمام أو دافع للأنشطة التي كانت ممتعة بالنسبة لهم من قبل؛ حالة تسمى "فقدان المتعة أو انعدام التلذذ". بالإضافة إلى ذلك، ينسحب العديد من المرضى تدريجياً من التجمعات العائلية والاجتماعية ويعيشون بمفردهم. كما أن التهيج ونوبات الغضب وفقدان التركيز شائعة أيضًا لدى هؤلاء الأشخاص، مما يجعل من الصعب عليهم اتخاذ قرارات يومية بسيطة، مثل اختيار وجبات الطعام أو تناول الأدوية. وفي الحالات الأكثر شدة، قد يشعر المريض بأنه لا قيمة له أو حتى يتحدث عن الموت والانتحار. تعتبر هذه الأعراض إنذارًا خطيرًا ولا ينبغي تجاهلها، لأنها تؤثر بشكل مباشر على جودة رعاية مرضى السكري وعملية العلاج. ###
تغيرات في الشهية والوزن
يعد التغيير في نمط الأكل والوزن من الأعراض المهمة الأخرى لدى مرضى السكري والاكتئاب. يعاني بعض مرضى الاكتئاب من فقدان شديد للشهية، ويمكن أن تؤدي هذه المشكلة إلى فقدان الوزن المفاجئ، ونتيجة لذلك، تغيرات في الأدوية أو احتياجات الأنسولين. ومن ناحية أخرى، تميل مجموعة أخرى إلى الإفراط في تناول الطعام واستهلاك الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية والأطعمة الحلوة، خاصة عند التعرض لمشاعر سلبية. هذا النوع من التغذية، بالإضافة إلى زيادة الوزن، يزيد من مقاومة الأنسولين ويجعل التحكم في نسبة السكر في الدم أكثر صعوبة. تؤثر تقلبات الوزن - سواء بالنقصان أو الزيادة - بشكل مباشر على الحالة الأيضية للمرضى، وإذا أهملت، يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة لمرض السكري. في بعض الأحيان تكون هذه التغيرات ناجمة عن استخدام مضادات الاكتئاب التي تؤثر على الشهية والتمثيل الغذائي. ولذلك فإن ملاحظة أي تغيرات غير عادية في الوزن أو الشهية ينبغي اعتبارها علامة تحذيرية ويجب مناقشتها مع الطبيب المختص. ###
التغيرات في النوم
اضطراب النوم هو أحد الأعراض الشائعة الأخرى للاكتئاب لدى مرضى السكري. يعاني بعض الأشخاص من الأرق أثناء الليل؛ وهذا يعني أنهم إما يجدون صعوبة في النوم، أو يستيقظون عدة مرات في منتصف الليل، أو يستيقظون في وقت مبكر جدًا من الصباح ولا يتمكنون من النوم مرة أخرى. ومن ناحية أخرى، يعاني بعض المرضى من النعاس الزائد والنعاس المستمر ويقضون جزءًا كبيرًا من اليوم في النوم. وحتى عندما تكون هناك ساعات كافية من النوم، يشعر المرضى بالتعب والخمول لأن نومهم ليس بالجودة المطلوبة. ولا تقتصر هذه التغيرات في النوم على الحالة النفسية فقط؛ بل إنه يؤثر بشكل مباشر على عملية التمثيل الغذائي في الجسم. الأرق أو النوم غير المنتظم يزيد من مستوى هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، وهذا يؤدي إلى زيادة نسبة السكر في الدم ومقاومة الأنسولين. ولهذا السبب، يلعب تحديد وعلاج اضطرابات النوم دورًا مهمًا في السيطرة بشكل أفضل على مرض السكري وتحسين الحالة النفسية للمرضى.
قراءة المزيد مقارنة بين Ozempic وMonjaro
###
انخفاض الحافز للرعاية الصحية
واحدة من أخطر عواقب الاكتئاب لدى مرضى السكري هو انخفاض الدافع لرعاية أنفسهم. غالبًا ما يتجاهل هؤلاء الأشخاص الاستخدام المنتظم للأدوية أو حقن الأنسولين، وأحيانًا يتخلون عن علاجهم تمامًا. بالإضافة إلى ذلك، تنخفض كمية مراقبة نسبة السكر في الدم ولا يرغب المريض في استخدام جهاز قياس السكر أو التحقق من نتائج الاختبار. يتجاهل الكثير من مرضى الاكتئاب مواعيدهم الطبية وفحوصاتهم الدورية، مما يتسبب في تأخر تشخيص مضاعفات مرض السكري. ومن ناحية أخرى، يتم تقليل الأنشطة المهمة مثل العناية بالقدم والنظافة الشخصية وممارسة التمارين الرياضية بانتظام واختيار نظام غذائي صحي بشكل كبير. وهذا الإهمال لا يؤدي فقط إلى تفاقم الحالة الجسدية للمريض، بل يجعله يشعر بمزيد من الذنب والعجز ويؤدي إلى تفاقم دورة الاكتئاب.
تأثيرات الاكتئاب لدى مرضى السكري
يعد الجمع بين مرض السكري والاكتئاب حالة معقدة ومثيرة للقلق ولها عواقب عديدة على صحة الشخص الجسدية والعقلية. لا يؤثر الاكتئاب سلبًا على كيفية إدارة المرض فحسب، بل يغير أيضًا بشكل مباشر العملية الفسيولوجية للجسم. في هذا القسم، نناقش العواقب الثلاثة الرئيسية للاكتئاب لدى مرضى السكري: زيادة نسبة السكر في الدم وصعوبة السيطرة على المرض، وارتفاع خطر حدوث مضاعفات القلب والأوعية الدموية، وانخفاض الجودة ومتوسط العمر المتوقع. ###
ارتفاع نسبة السكر في الدم وصعوبة السيطرة على المرض
يؤثر الاكتئاب بشكل مباشر وغير مباشر على نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري. من الناحية الفسيولوجية، يرتبط الاكتئاب بزيادة هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين. تعمل هذه الهرمونات على زيادة مقاومة الأنسولين ونتيجة لذلك يبقى مستوى السكر في دم المريض مرتفعًا بشكل مستمر. ومن ناحية أخرى، يقلل الاكتئاب من دافعية الشخص للعناية بنفسه. قد يتجاهل مريض الاكتئاب تناول الأدوية أو حقن الأنسولين، ولا يتبع نظامًا غذائيًا صحيًا، ويتجنب ممارسة التمارين الرياضية بانتظام. كل هذه السلوكيات تسبب تقلبات حادة في نسبة السكر في الدم وصعوبة في السيطرة على المرض. بالإضافة إلى ذلك، فإن النوم غير المنتظم والإفراط في تناول الطعام الناتج عن الاكتئاب من العوامل المهمة في ارتفاع نسبة السكر في الدم. ونتيجة لذلك، بالمقارنة مع مرضى السكري غير المصابين بالاكتئاب، فإن مرضى الاكتئاب أكثر عرضة لارتفاع السكر في الدم المزمن وعادة ما يتم الإبلاغ عن أن مستويات HbA1c لديهم أعلى. ###
من أخطر عواقب الاكتئاب لدى مرضى السكري ارتفاع خطر الإصابة بمضاعفات القلب والأوعية الدموية
ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. يسبب الاكتئاب تغيرات التهابية في الجسم ويزيد من علامات الالتهابات مثل CRP والإنترلوكينات. هذه التغيرات، إلى جانب ارتفاع نسبة السكر في الدم وضغط الدم الناجم عن التوتر، تجعل جدران الأوعية الدموية أكثر عرضة للخطر وتسرع عملية تصلب الشرايين أو تصلب الشرايين. نتيجة هذه العملية هي زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وغيرها من مضاعفات القلب الخطيرة. بالإضافة إلى الآليات الفسيولوجية، فإن نمط حياة الأشخاص المصابين بالاكتئاب يساهم أيضًا في هذا الخطر. إن الخمول والتدخين أو تناول الكحول وسوء التغذية وعدم زيارة الطبيب بانتظام كلها عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بمشاكل في القلب. أظهرت الدراسات أن مرضى السكري الذين يعانون من الاكتئاب غير المعالج هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب بمعدل الضعف ولديهم معدل وفيات أعلى. ولذلك فإن الاهتمام بالصحة النفسية لدى هذه الفئة من المرضى لا يعد مسألة نفسية فحسب، بل يعتبر جزءا حيويا للوقاية من أمراض القلب وإنقاذ حياة المريض. ###
انخفاض جودة الحياة ومتوسط العمر المتوقع
الاكتئاب لدى مرضى السكري له تأثير عميق على نوعية الحياة. غالبًا ما يشعر الأشخاص المصابون بالاكتئاب بالتعب واليأس وعدم التحفيز، لذلك يفقدون قدرتهم على أداء المهام اليومية والتفاعلات الاجتماعية وحتى واجبات العمل. ولا يؤدي هذا الوضع إلى تعريض الصحة العقلية للمريض للخطر فحسب، بل يؤدي أيضًا إلى العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة. يرتبط الانخفاض في نوعية الحياة ارتباطًا مباشرًا بانخفاض متوسط العمر المتوقع. المرضى الذين يرون أنفسهم غير قادرين على السيطرة على المرض تتطور لديهم تدريجياً مواقف سلبية وتقل احتمالية متابعة العلاج وزيارة الطبيب. وتزيد هذه المشكلة من خطر حدوث مضاعفات مزمنة لمرض السكري مثل الاعتلال العصبي واعتلال الكلية واعتلال الشبكية، مما يقلل بشكل مباشر من نوعية الحياة. وأخيرا، يمكن للاكتئاب غير المعالج أن يقلل من متوسط العمر المتوقع لمرضى السكري ويزيد من خطر الوفاة المبكرة.
حلول لعلاج الاكتئاب والسكري وإدارتهما في الوقت نفسه
تعد الإدارة المتزامنة للاكتئاب والسكري أحد التحديات الخطيرة في المجال الصحي، لأن هذين المرضين يؤثران بشكل متبادل على بعضهما البعض. يقلل الاكتئاب من الدافع لرعاية مرض السكري، وعلى العكس من ذلك، فإن مرض السكري غير المنضبط يؤدي إلى تفاقم أعراض الاكتئاب. ولذلك، ينبغي أن يكون العلاج شاملا ومتعدد الوسائط ومجمعا. وفيما يلي، نتناول بالتفصيل المحاور الثلاثة الرئيسية للعلاج، أي العلاجات الدوائية والعلاجات غير الدوائية وتعديل نمط الحياة. ###
1. العلاجات الدوائية (مضادات الاكتئاب ومكافحة مرض السكري).
العلاج الدوائي مهم جدًا لمرضى السكر المصابين بالاكتئاب. غالبًا ما تكون مضادات الاكتئاب مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (مثل سيرترالين) خيارًا جيدًا لأنها فعالة في تحسين الحالة المزاجية ولها تأثير سلبي ضئيل على نسبة السكر في الدم. في بعض الحالات، يمكن للأدوية مثل الدولوكستين أن تقلل من آلام الأعصاب الناجمة عن مرض السكري بالإضافة إلى الاكتئاب. وبالطبع فإن بعض الأدوية قد تسبب زيادة في الوزن، لذا فإن اختيار الدواء يجب أن يتم بناء على رأي الطبيب. السيطرة المتزامنة على مرض السكري ضرورية أيضًا. إن تنظيم أدوية السكر في الدم والأنسولين والمراقبة المنتظمة للجلوكوز لا يتحكم في المرض فحسب، بل يساعد أيضًا في تحسين الحالة النفسية وتقليل أعراض الاكتئاب. ### 2. العلاجات غير الدوائية (العلاج النفسي، الاستشارة، مجموعات الدعم)
العلاج النفسي، وخاصة العلاج السلوكي المعرفي، فعال لدى مرضى السكري المصابين بالاكتئاب لأنه يساعدهم على تغيير الأفكار السلبية ومواصلة علاجهم بمزيد من التحفيز. كما يلعب الاستشارة الفردية والعائلية دورًا مهمًا؛ عندما تفهم الأسرة حالة المريض بشكل أفضل، يتم توفير المزيد من الدعم العاطفي. كما يمكن لمجموعات الدعم أن تُظهر للمرضى أنهم ليسوا بمفردهم وأن يكتسبوا المزيد من الحافز والأمل من خلال الاستماع إلى تجارب الآخرين. ###
3. نمط الحياة الصحي (التغذية، ممارسة الرياضة، النوم الكافي)
تعديل نمط الحياة هو أحد الأسس الرئيسية للعلاج. يساعد اتباع نظام غذائي متوازن يشمل الخضار والحبوب الكاملة والبروتينات قليلة الدهون على التحكم في نسبة السكر في الدم وله تأثير إيجابي على الحالة المزاجية. ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، مثل المشي أو ركوب الدراجات، بالإضافة إلى خفض نسبة السكر في الدم، تؤدي إلى إطلاق هرمونات السعادة. حتى التمارين الخفيفة مثل اليوغا يمكن أن تقلل من التوتر. النوم الكافي مهم جداً أيضاً؛ قلة النوم يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الاكتئاب والسكري. وجود جدول نوم منتظم يحسن نوعية الحياة. إن الجمع بين الأدوية المناسبة والعلاج النفسي ونمط الحياة الصحي هو الحل الأفضل للإدارة المتزامنة للاكتئاب والسكري. إن تعاون الفريق بين أخصائي الغدد الصماء والطبيب النفسي وأسرة المريض يمكن أن يكسر الحلقة المفرغة لهذين المرضين ويؤدي إلى تحسن كبير في نوعية الحياة. ###
جسر بين الجسد والروح؛ مفتاح التغلب على الاكتئاب والسكري
إن مرض السكري والاكتئاب ليسا مرضين منفصلين، بل هما بمثابة دائرتين متشابكتين يمكن أن يؤدي كل منهما إلى تفاقم الآخر. إذا كان الشخص الذي يعاني من مرض السكري يعاني أيضاً من الاكتئاب، فإنه سيفقد الحافز والقدرة على السيطرة على مرضه، ونتيجة لذلك، ستزداد نسبة السكر في الدم والمضاعفات الجسدية لديه سوءاً. ومن ناحية أخرى، فإن الإدارة الصعبة لمرض السكري والتوتر الذي يسببه يؤدي إلى تفاقم الاكتئاب. ولذلك، فإن اتباع نهج شامل ومنسق، أي الاهتمام المتزامن بالعلاج الدوائي والعلاج النفسي وتعديل نمط الحياة، هو وحده الذي يمكن أن يكسر الحلقة المفرغة لهذين المرضين. ويعد دور الأسرة وفريق العلاج والدعم الاجتماعي أمرًا حيويًا في هذا الأمر؛ لأن الأمل والتحفيز والرفقة هم الجسر الذي يقود جسد المريض وروحه إلى الصحة ونوعية حياة أفضل. **للحصول على زيارة (عبر الإنترنت أو شخصيًا) مع الدكتور يزدان باناه، املأ النموذج أدناه**